التأثر بالقرآن / تابع الدرس الرابع
أولا : تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن 0 نردد دوما بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا,وأسوتنا,وأنه النموذج الكامل الذي ينبغي أن نحتذي به"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" الأحزاب 21 0و لا نشك أبدا في حب المسلمين جميعا لرسولهم العظيم... و لكن هذا الحب لابد له منه دليل يدل عليه...فالبينة على من ادعى.وأكبر دليل على الحب:الطاعة و الاتباع, وصدق من قال:"إن المحب لمن يحب مطيع" و في هذه الأسطر نتحدث عن جانب عظيم شغل باله صلى الله عليه وسلم, وهيمن على عقله,وسيطر على مشاعره ألا و هو اهتمامه الشديد بالقران, و عندما نتحدث عن هذا الجانب فان المقصد هو إتباعه و التأسي به في هذا الاهتمام,و في كيفية قراءته,واستخدامه في الدعوة )فامنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا ( التغابن 8 0
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة القران عند ربه، وليس أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم (ما من كلام أعظم عند الله من كلامه ،ومارد العباد إلى الله كلاما أحب إليه من كلامه)رواه الدارمى وقوله (القران أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن) رواه الدارمى وقوله( من شغله قراءة القران عن مسألتي وذكرى أعطيته أفضل ثواب السائلين. وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) رواه الترمذىلقد كان حبه صلى الله عليه وسلم واهتمامه بالقران لا يمكن وصفه فقد سيطر القران على عقله ومشاعره سيطرة تامة وبلغت قوة تأثيره عليه ان شيب شعره فقد دخل عليه يوما ابو بكر رضى الله عنه فقال له لقد شبت يا رسول الله قبل المشيب فقال له مبينا سبب ذلك شيبتني هود وأخواتها رواه الترمذى وفى يوم من الأيام قال لعبد الله بن مسعود اقرأ على القران فقال اقرأ عليك وعليك أنزل قال إنى أحب أن اسمعه من غيرى فقات عليه سورة النساء حتى اذا جئت إلى هذه الآية (فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)قال حسبك فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان متفق عليه وفى ليلة من الليالي وبينما كان يسير صلى الله عليه وسلم فى طرقات المدينة سمع امرأة تقرأ(هل أتاك حديث الغاشية)فقال نعم قد أتاني وهو يبكى... لقد تشبع صلى الله صلى الله بالقران تشبعا تاماً وتأثر به تأثراً بالغا لدرجة أن الإمام الشافعي يعتبر أن السنة هي نضح القران على عقله صلى الله صلى الله وفهمه له.
مظاهر تأثير القرآن في الناس
أولا : مظاهر تأثير القرآن في نفوس أوليائه :
المظهر الأول :
تنافسهم في حفظه وقراءته في الصلاة وفي غير الصلاة ، حتى لقد طاب لهم أن يهجروا لذيذ منامهم من أجل تهجدهم به في الأسحار ، ومناجاتهم العزيز الغفار . وما كان هذا حالاً نادرا فيهم ، بل ورد أن المار على بيوت الصحابة بالليل كان يسمع لها دويا كدوي النحل بالقرآن . وكان التفاضل بينهم بمقدار ما يحفظ أحدهم من القرآن . وكانت المرأة ترضى بل تغتبط أن يكون مهرها سورة يعلمها إياها زوجها من القرآن .
المظهر الثاني :
عملهم به وتنفيذهم لتعاليمه ، في كل شأن من شؤونهم تاركين كل ما كانوا عليه مما يخالف تعاليمه ويجافي هداياته ، طيبة بذلك نفوسهم ، طيعة أجسامهم ، سخية أيديهم وأرواحهم ، حتى صهرهم القرآن في بوتقته وأخرجهم للعالم خلقا آخر مستقيم العقيدة قويم العباة طاهر العادة كريم الخلق نبيل المطمح .
المظهر الثالث : استبسالهم في نشر القرآن والدفاع عنه وعن هدايته فأخلصوا له وصدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه وهو مدافع عنه ، ومنهم من انتظر حتى أتاه الله اليقين وهو مجاهد في سبيله مُضحٍ بنفسه ونفيسه . ولقد بلغ الأمر إلى حد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرد من يتطوع بالجندية من الشباب لحداثة أسنانهم وكان كثيرا من ذوي الأعذار يؤلمهم التخلف عن الغزو 0
المظهر الرابع :
النجاح الباهر الذي أحرزه القرآن الكريم في هداية العالم في زمن قصير جدًا .
نماذج من تأثر السلف الصالح بالقرآن
1) قال عبدالله بن عروة بن الزبير : قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن ؟ قالت : ( تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله ) .
2) روى ابن أبي الدنيا من حديث عبدالرحمن بن الحارث بن هشام ، قال : سمعت عبدالله بن حنظلة يوما وهو على فراشه وعدته من علته ، فتلا رجل عنده هذه الآية { لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش } فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج ، وقال : صاروا بين أطباق النار .... ثم قام على رجليه ، فقال قائل : يا أبا عبدالرحمن اقعد ، قال منعني القعود ذكر جهنم ولعلي أحدهم .
3) قال ابن أبي مليكة : صحبت ابن عباس - يعني في السفر - فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن حرفا حرفا ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب .
4) ومن حديث عبدالرحمن بن مصعب أن رجلا كان يوما على شط الفرات فسمع قارئا يتلو { إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون }الزخرف 74 , فتمايل ، فلما قال التالي : { لا يفتر عنهم وهم فيها مُبلسون }الزخرف 75 سقط في الماء فمات .
5) ومن حديث أبي بكر بن عياش قال : صليت خلف فضيل بن عياض صلاة المغرب وإلى جانبي علي بن فضيل فقرأ الفضيل { الهاكم التكاثر } فلما بلغ { لترون الجحيم } سقط مغشيا عليه وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآيه ثم صلى بنا صلاة خائف قال ثم رابطت علياً فما أفاق إلا في نصف الليل
6) سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى { إن عذاب ربك لواقع ، ما له من دافع } قال عمر : قسم ورب الكعبة حق، ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه .
7) خرج ابن أبي الدنيا وغيره من غير وجه قصة منصور بن عمار مع الذي مر بالكوفة ليلا وهو يناجي ربه فتلا منصور هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } .. قال منصور : فسمعت دكدكة لم أسمع بعدها حسًاً ، ومضيت فلما كان من الغد رجعت فإذا جنازة قد اخرجت وإذا عجوز فسألتها عن أمر الميت ولم تكن عرفتني .. فقالت : هذا رجل لا جازاه الله خيرا ، مر بابني البارحة وهو قائم يصلي فتلا آية من كتاب الله ، فتفطرت مرارته فوقع ميتا ..
8) قال محمد بن حجادة : قلت لأم ولد الحسن البصري ما رأيت منه - أي الحسن البصري - فقالت : رأيته فتح المصحف ، فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان
9) قال قتادة : ( ما أكلت الكرات منذ قرأت القرآن) ، يريد تعظيمًا للقرآن .
10) وكره أبو العالية : أن يقال سورة صغيرة أو قصيرة وقال لمن سمعه : ها أنت أصغر منها ، وأما القرآن فكله عظيم .ثانيًا : مظاهر تأثير القرآن الكريم في أعدائه المظهر الأول :أن هؤلاء المشركين مع حربهم له ، ونفورهم مما جاء به كانوا يخرجون في جنح الليل البهيم يستمعون إليه والمسلمون يرتلونه في بيوتهم فهل ذاك إلا لأنه استولى على مشاعرهم ، ولكن أبى عليهم عنادهم وكبرهم وكراهتهم للحق أن يؤمنوا به { بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون } المؤمنون 70 0المظهر الثاني :أن أئمة الكفر منهم كانوا يجتهدون في صد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قراءته في المسجد الحرام وفي مجامع العرب وأسواقهم ، وكذلك كانوا يمنعون المسلمين من إظهاره حتى لقد هالهم من أبي بكر أن يصلي به في فناء داره، وذلك لأن الأولاد والنساء كانوا يجتمعون عليه يستمتعون بلذة هذا الحديث ويتأثرون به ويهتزون له .المظهر الثالث : أنهم ذعروا ذعرا شديدا من قوة تأثيره ونفوذه إلى النفوس على رغم صدهم عنه واضطهادهم لمن أذعن له ، فتواصوا على ألا يسمعوه ، وتعاقدوا على أن يلغوا فيه إذا سمعوه ، { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ) فصلت 26.المظهر الرابع :أن بعض شجعانهم وصناديدهم كان الواحد منهم يحمله طغيانه وكفره وتحمسه لموروثه ، على أن يخرج من بيته شاهرا سيفه معلنا غدره ناويا القضاء على دعوة القرآن ومن جاء بالقرآن ، فلم يلبث حين تدركه لمحة من لمحات العناية وينصت إلى صوت القرآن في سورة أو آية أن يذل للحق ويخشع ويؤمن بالله ورسوله وكتابه ويخضع . وإن أرت شاهدا على هذا فاستعرض قصة إسلام عمر بن الخطاب وهي مشهورة . وانظر كيف أسلم سعد بن معاذ سيد قبيلة الأوس هو وابن أخيه أسيد بن حضير رضي الله عنهم أجمعين
أولا : تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن 0 نردد دوما بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا,وأسوتنا,وأنه النموذج الكامل الذي ينبغي أن نحتذي به"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" الأحزاب 21 0و لا نشك أبدا في حب المسلمين جميعا لرسولهم العظيم... و لكن هذا الحب لابد له منه دليل يدل عليه...فالبينة على من ادعى.وأكبر دليل على الحب:الطاعة و الاتباع, وصدق من قال:"إن المحب لمن يحب مطيع" و في هذه الأسطر نتحدث عن جانب عظيم شغل باله صلى الله عليه وسلم, وهيمن على عقله,وسيطر على مشاعره ألا و هو اهتمامه الشديد بالقران, و عندما نتحدث عن هذا الجانب فان المقصد هو إتباعه و التأسي به في هذا الاهتمام,و في كيفية قراءته,واستخدامه في الدعوة )فامنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا ( التغابن 8 0
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة القران عند ربه، وليس أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم (ما من كلام أعظم عند الله من كلامه ،ومارد العباد إلى الله كلاما أحب إليه من كلامه)رواه الدارمى وقوله (القران أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن) رواه الدارمى وقوله( من شغله قراءة القران عن مسألتي وذكرى أعطيته أفضل ثواب السائلين. وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) رواه الترمذىلقد كان حبه صلى الله عليه وسلم واهتمامه بالقران لا يمكن وصفه فقد سيطر القران على عقله ومشاعره سيطرة تامة وبلغت قوة تأثيره عليه ان شيب شعره فقد دخل عليه يوما ابو بكر رضى الله عنه فقال له لقد شبت يا رسول الله قبل المشيب فقال له مبينا سبب ذلك شيبتني هود وأخواتها رواه الترمذى وفى يوم من الأيام قال لعبد الله بن مسعود اقرأ على القران فقال اقرأ عليك وعليك أنزل قال إنى أحب أن اسمعه من غيرى فقات عليه سورة النساء حتى اذا جئت إلى هذه الآية (فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)قال حسبك فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان متفق عليه وفى ليلة من الليالي وبينما كان يسير صلى الله عليه وسلم فى طرقات المدينة سمع امرأة تقرأ(هل أتاك حديث الغاشية)فقال نعم قد أتاني وهو يبكى... لقد تشبع صلى الله صلى الله بالقران تشبعا تاماً وتأثر به تأثراً بالغا لدرجة أن الإمام الشافعي يعتبر أن السنة هي نضح القران على عقله صلى الله صلى الله وفهمه له.
مظاهر تأثير القرآن في الناس
أولا : مظاهر تأثير القرآن في نفوس أوليائه :
المظهر الأول :
تنافسهم في حفظه وقراءته في الصلاة وفي غير الصلاة ، حتى لقد طاب لهم أن يهجروا لذيذ منامهم من أجل تهجدهم به في الأسحار ، ومناجاتهم العزيز الغفار . وما كان هذا حالاً نادرا فيهم ، بل ورد أن المار على بيوت الصحابة بالليل كان يسمع لها دويا كدوي النحل بالقرآن . وكان التفاضل بينهم بمقدار ما يحفظ أحدهم من القرآن . وكانت المرأة ترضى بل تغتبط أن يكون مهرها سورة يعلمها إياها زوجها من القرآن .
المظهر الثاني :
عملهم به وتنفيذهم لتعاليمه ، في كل شأن من شؤونهم تاركين كل ما كانوا عليه مما يخالف تعاليمه ويجافي هداياته ، طيبة بذلك نفوسهم ، طيعة أجسامهم ، سخية أيديهم وأرواحهم ، حتى صهرهم القرآن في بوتقته وأخرجهم للعالم خلقا آخر مستقيم العقيدة قويم العباة طاهر العادة كريم الخلق نبيل المطمح .
المظهر الثالث : استبسالهم في نشر القرآن والدفاع عنه وعن هدايته فأخلصوا له وصدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه وهو مدافع عنه ، ومنهم من انتظر حتى أتاه الله اليقين وهو مجاهد في سبيله مُضحٍ بنفسه ونفيسه . ولقد بلغ الأمر إلى حد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرد من يتطوع بالجندية من الشباب لحداثة أسنانهم وكان كثيرا من ذوي الأعذار يؤلمهم التخلف عن الغزو 0
المظهر الرابع :
النجاح الباهر الذي أحرزه القرآن الكريم في هداية العالم في زمن قصير جدًا .
نماذج من تأثر السلف الصالح بالقرآن
1) قال عبدالله بن عروة بن الزبير : قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن ؟ قالت : ( تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله ) .
2) روى ابن أبي الدنيا من حديث عبدالرحمن بن الحارث بن هشام ، قال : سمعت عبدالله بن حنظلة يوما وهو على فراشه وعدته من علته ، فتلا رجل عنده هذه الآية { لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش } فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج ، وقال : صاروا بين أطباق النار .... ثم قام على رجليه ، فقال قائل : يا أبا عبدالرحمن اقعد ، قال منعني القعود ذكر جهنم ولعلي أحدهم .
3) قال ابن أبي مليكة : صحبت ابن عباس - يعني في السفر - فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن حرفا حرفا ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب .
4) ومن حديث عبدالرحمن بن مصعب أن رجلا كان يوما على شط الفرات فسمع قارئا يتلو { إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون }الزخرف 74 , فتمايل ، فلما قال التالي : { لا يفتر عنهم وهم فيها مُبلسون }الزخرف 75 سقط في الماء فمات .
5) ومن حديث أبي بكر بن عياش قال : صليت خلف فضيل بن عياض صلاة المغرب وإلى جانبي علي بن فضيل فقرأ الفضيل { الهاكم التكاثر } فلما بلغ { لترون الجحيم } سقط مغشيا عليه وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآيه ثم صلى بنا صلاة خائف قال ثم رابطت علياً فما أفاق إلا في نصف الليل
6) سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى { إن عذاب ربك لواقع ، ما له من دافع } قال عمر : قسم ورب الكعبة حق، ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه .
7) خرج ابن أبي الدنيا وغيره من غير وجه قصة منصور بن عمار مع الذي مر بالكوفة ليلا وهو يناجي ربه فتلا منصور هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } .. قال منصور : فسمعت دكدكة لم أسمع بعدها حسًاً ، ومضيت فلما كان من الغد رجعت فإذا جنازة قد اخرجت وإذا عجوز فسألتها عن أمر الميت ولم تكن عرفتني .. فقالت : هذا رجل لا جازاه الله خيرا ، مر بابني البارحة وهو قائم يصلي فتلا آية من كتاب الله ، فتفطرت مرارته فوقع ميتا ..
8) قال محمد بن حجادة : قلت لأم ولد الحسن البصري ما رأيت منه - أي الحسن البصري - فقالت : رأيته فتح المصحف ، فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان
9) قال قتادة : ( ما أكلت الكرات منذ قرأت القرآن) ، يريد تعظيمًا للقرآن .
10) وكره أبو العالية : أن يقال سورة صغيرة أو قصيرة وقال لمن سمعه : ها أنت أصغر منها ، وأما القرآن فكله عظيم .ثانيًا : مظاهر تأثير القرآن الكريم في أعدائه المظهر الأول :أن هؤلاء المشركين مع حربهم له ، ونفورهم مما جاء به كانوا يخرجون في جنح الليل البهيم يستمعون إليه والمسلمون يرتلونه في بيوتهم فهل ذاك إلا لأنه استولى على مشاعرهم ، ولكن أبى عليهم عنادهم وكبرهم وكراهتهم للحق أن يؤمنوا به { بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون } المؤمنون 70 0المظهر الثاني :أن أئمة الكفر منهم كانوا يجتهدون في صد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قراءته في المسجد الحرام وفي مجامع العرب وأسواقهم ، وكذلك كانوا يمنعون المسلمين من إظهاره حتى لقد هالهم من أبي بكر أن يصلي به في فناء داره، وذلك لأن الأولاد والنساء كانوا يجتمعون عليه يستمتعون بلذة هذا الحديث ويتأثرون به ويهتزون له .المظهر الثالث : أنهم ذعروا ذعرا شديدا من قوة تأثيره ونفوذه إلى النفوس على رغم صدهم عنه واضطهادهم لمن أذعن له ، فتواصوا على ألا يسمعوه ، وتعاقدوا على أن يلغوا فيه إذا سمعوه ، { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ) فصلت 26.المظهر الرابع :أن بعض شجعانهم وصناديدهم كان الواحد منهم يحمله طغيانه وكفره وتحمسه لموروثه ، على أن يخرج من بيته شاهرا سيفه معلنا غدره ناويا القضاء على دعوة القرآن ومن جاء بالقرآن ، فلم يلبث حين تدركه لمحة من لمحات العناية وينصت إلى صوت القرآن في سورة أو آية أن يذل للحق ويخشع ويؤمن بالله ورسوله وكتابه ويخضع . وإن أرت شاهدا على هذا فاستعرض قصة إسلام عمر بن الخطاب وهي مشهورة . وانظر كيف أسلم سعد بن معاذ سيد قبيلة الأوس هو وابن أخيه أسيد بن حضير رضي الله عنهم أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق