الأحد، 24 مايو 2009

رسالة

رسالة :
تابع الدرس الرابع
جاءت إشارات عن الذكر والتسبيح في سورة طه , حاول أن تبحث معي عن السبب .

تحضير الدرس الرابع

تحضيرالدرس الرابع :
الأهداف :
1) ترسيخ مفهوم التعامل الصحيح مع القرآن .
2) الرد على التساؤلات ,وتصحيح المفاهيم الخاطئة .
العناصر :
1) إجراء امتحان .
2) مناقشة حول الكتاب : مختارات من الكتاب وعمل حوار حولها .
3) متابعة قراءة القرآن في الفترة الماضية , والجديد الذي حدث مع الأفراد .
4) الحديث عن مظاهر تأثر المشركين بالقرآن ( عرض قصة إسلام الفاروق عمر , وأسيد بن حضير , وسعد بن معاذ , وأبو ذر , رضي الله عنهم أجمعين ) .
وما قاله عدو الله الوليد بن المغيرة في مدح القرآن , وما قاله سيدنا عمرو بن العاص ( قبل إسلامه ) في حوار مع عدو الله مسيلمة الكذاب.
5) حديث عن مظاهر تأثر الصحابة بالقرآن ( ملف مرفق ) .
6) لماذا لا نتأثر بالقرآن ؟ ( الصورة الموروثة , طول الإلف , ...
7) تدبر في آيات سورة طه . ( ملف مرفق ) .
الواجب النظري :
قراءة كتاب : تحقيق الوصال بين القلب والقرآن .
للمستوى الأقل : كتاب أين المخرج .
سماع شريط كيف نغير ما بأنفسنا .
الواجب العملي :
ورد الإلحاح قبل القراءة والتأكيد على صورته وكيفيته .
ساعة قراءة يومية متصلة .
ملاحظات :
محاولة إبراز النماذج التي حدث عندها التأثر الإيجابي .
التأكيد على ضرورة القيام بالوسائل المقترحة للانتفاع بالقرآن حتى نصل للمقصود .
قراءة كتاب الوصال كاملا من الأهمية بمكان لترسيخ المعنى .
الامتحان : في كتاب تحقيق الوصال .

تدبر معي سورة طه

تابع الدرس الرابع
· لماذا لم يرد في سورة ( طه ) في هذا المقطع{ ولى مدبرا ولم يعقب } والجواب : لأن السياق هنا يعبر هنا عن الأمن والطمأنينة .· لماذا خص الصلاة من دون سائر العبادات ؟ : { وأقم الصلاة لذكري } ؟ .لأن الصلاة أكمل صورة من صور العبادة ، وأكمل وسيلة من وسائل الذكر ، لأنها تتمحض لهذه الغاية ، وتتجرد من كل الملابسات الأخرى؛ وتتهيأ فيها النفس لهذا الغرض وحده ، وتتجمع للاتصال بالله .· ( فلما أتاها نودي : يا موسى إني أنا ربك . فاخلع نعليك . إنك بالواد المقدس طوى . وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى . إنني أنا الله لا إله إلا أنا ، فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) .ما مدلول الآيات ؟ .الجواب : إن القلب ليخشع ، وإن الكيان ليرتجف . وهو يتصور مجرد تصور ذلك المشهد . . موسى فريد في تلك الفلاة . والليل دامس ، والظلام شامل ، والصمت مخيم . وهو ذاهب يلتمس النار التي آنسها من جانب الطور . ثم إذا الوجود كله من حوله يتجاوب بذلك النداء : { إني أنا ربك فاخلع نعليك . إنك بالوادِ المقدس طوى وأنا اخترتك . . } .إن تلك الذرة الصغيرة الضعيفة المحدودة تواجه الجلال الذي لا تدركه الأبصار . الجلال الذي تتضاءل في ظله الأرض والسماوات . ويتلقى . يتلقى ذلك النداء العلوي بالكيان البشري . . فكيف؟ كيف لولا لطف الله؟ .إنها لحظة ترتفع فيها البشرية كلها وتكبر ممثلة في موسى عليه السلام فبحسب الكيان البشري أن يطيق التلقي من ذلك الفيض لحظة . وبحسب البشرية أن يكون فيها الاستعداد لمثل هذا الاتصال على نحو من الأنحاء . . كيف؟ لا ندري كيف! فالعقل البشري ليس هنا ليدرك ويحكم ، إنما قصاراه أن يقف مبهوتاً يشهد ويؤمن! .· وما مدلول بناء الفعل للمجهول في قوله سبحانه : ( نودي ياموسى ) .نودي بهذا البناء للمجهول؟ فما يمكن تحديد مصدر النداء ولا اتجاهه . ولا تعيين صورته ولا كيفيته . ولا كيف سمعه موسى أو تلقاه . . نودي بطريقة ما فتلقى بطريقة ما . فذلك من أمر الله الذي نؤمن بوقوعه ، ولا نسأل عن كيفيته ، لأن كيفيته وراء مدارك البشر وتصورات الإنسان .· ألهم الله – تعالى – موسى عليه السلام أن المقصود وظيفة العصا لا ماهيتها , فذكر كل ما يعرف من وظائفها ؛ ليعلمه الله تعالى – عن وظيفة لم تخطر له على بال : أن تكون حية تسعى ! أن تكون آية من آيات الله يؤيده الله بها .· لماذا سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل كل هذه الأسئلة ؟ .والجواب أنه كان في جو أشعره فيه ربه تعالى بالأنس والتكريم والحفاوة .فما له لا يسأل الله كل ما من شأنه أن يعينه على مهمته الشاقة .· ( كي نسبحك كثيرًا ونذكرك كثيرًا إنك كنت بنا بصيرًا ) .كل أولئك لا ليواجه المهمة مباشرة ؛ ولكن ليتخذ ذلك كله مساعداً له ولأخيه على التسبيح الكثير والذكر الكثير والتلقي الكثير من السميع البصير . . وهو تفسير لقوله تعالى – في أول السورة : ( فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) ثم إن الأمر بالدعوة جاء لاحقًا ( اذهب إلى فرعون إنه طغى ) .
إنك كنت بنا بصيرا : تعلم حالنا وتتطلع على ضعفنا وتعلم حاجتنا إلى العون والنصر .ثم إن المقام هنا مقام حمد على نعمة الاختيار والاصطفاء والرسالة فكان من المناسب أن يقول : كي نسبحك كثيرًا ونذكرك كثيرًا ) .لقد أطال موسى سؤله ، وبسط حاجته ، وكشف عن ضعفه ، وطلب العون والتيسير والاتصال الكثير . وربه يسمع له ، وموسى ضعيف في حضرته ، ناداه وناجاه . فها هو ذا الكريم المنان لا يُخجل ضيفه ، ولا يرد سائله ، ولا يبطئ عليه بالإجابة الكاملة .· وما مدلول قوله سبحانه : ( ولقد مننا عليك مرة أخرى ) ؟ .أي أن المنة قديمة ممتدة مطردة ، سائرة في طريقها معك منذ زمان . فهل تنقطع بعد التكليف ؟· أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ) ما علاقة الآيات الكريمة بقوله تعالى بعدها : ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) 0والجواب : حركات كلها عنف وكلها خشونة . . قذف في التابوت بالطفل . وقذف في اليم بالتابوت . وإلقاء للتابوت على الساحل . . ثم ماذا؟ أين يذهب التابوت المقذوف فيه بالطفل المقذوف في اليم الملقى به على الساحل . من يتسلمه؟ { عدو لي وعدو له } .وفي زحمة هذه المخاوف كلها . وبعد تلك الصدمات كلها . ماذا؟ ما الذي حدث للطفل الضعيف المجرد من كل قوة؟ ما الذي جرى للتابوت الصغير المجرد من كل وقاية؟{ وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني } !!!يا للقدرة القادرة التي تجعل من المحبة الهينة اللينة درعاً تتكسر عليها الضربات وتتحطم عليه الأمواج . وتعجز قوى الشر والطغيان كلها أن تمس حاملها بسوء؛ ولو كان طفلاً رضيعاً لا يصول ولا يجول بل لا يملك أن يقول . .إنها مقابلة عجيبة في تصوير المشهد . مقابلة بين القوى الجبارة الطاغية التي تتربص بالطفل الصغير ، والخشونة القاسية فيما يحيط به من ملابسات وظروف . . والرحمة اللينة اللطيفة تحرسه من المخاوف ، وتقيه من الشدائد وتلفه من الخشونة ، ممثلة في المحبة لا في صيال أو نزال : { ولتصنع على عيني } . . وما من شرح يمكن ان يضيف شيئاً إلى ذلك الظل الرفيق اللطيف العميق الذي يلقيه التعبير القرآني العجيب : { ولتصنع على عيني } وكيف يصف لسان بشري ، خلقاً يصنع على عين الله؟إن قصارى أي بشري أن يتأمله ويتملاه . . إنها منزلة وإنها كرامة أن ينال إنسان لحظة من العناية . فكيف بمن يصنع صنعًا على عين الله؟ إنه بسبب من هذا أطاق موسى أن يتلقى ذلك العنصر العلوي الذي تلقاه .ولتصنع على عيني . تحت عين فرعون عدوك وعدوي وفي متناول يده بلا حارس ولا مانع ولا مدافع . ولكن عينه لا تمتد إليك بالشر لأني ألقيت عليك محبة مني . ويده لا تنالك بالضر وأنت تصنع على عيني .ولم أحطك في قصر فرعون ، بالرعاية والحماية وأدع أمك في بيتها للقلق والخوف . بل جمعتك بها وجمعتها بك 0· وما مدلول : { قال : قد أوتيت سؤلك يا موسى } ؟ .سرعة إنجاز الإجابة في الحال .· وما مدلول ( يا موسى ) ؟ . ج / ................وفيها مع الإنجاز ( سرعة الإجابة في الحال ) عطف وتكريم وإيناس بندائه باسمه : { يا موسى } وأي تكريم أكبر من أن يذكر الكبير المتعال اسم عبد من العباد؟ 0· وما مدلول الآيات من 37 إلى 41 ؟ .وإلى هنا كفاية وفضل من التكريم والعطف والإيناس . وقد طال التجلي؛ وطال النجاء؛ وأجيب السؤل وقضيت الحاجة . . ولكن فضل الله لا خازن له ، ورحمة الله لا ممسك لها . فهو يغمر عبده بمزيد من فضله وفيض من رضاه ، فيستبقيه في حضرته ، ويمد في نجائه وهو يذكره بسابق نعمته ، ليزيده اطمئئنانًا وأنسًا بموصول رحمته وقديم رعايته . وكل لحظة تمر وهو في هذا المقام الوضيء هي متاع ونعمى وزاد ورصيد .· بعض القرآء يقف على (... ياموسى .....) ويقطعها عما قبلها . فما المعنى إذن ؟· ( ثمم جئت على قدر ...... ياموسى ...) .
أي : ياموسى أنا معك أؤيدك وأرعاك وأنصرك , يا موسى كن مطمئئا على نجاح مهمتك ,ياموسى حسبك أن الله معك .وفيها أيضا :أن موسى لم يأت ولكن جيء به !! في الوقت الذي قدره الله , و للمهمة التي قدرها الله وحده .· { واصطنعتك لنفسي } خالصًا مستخلصًا ممحضًا لي ولرسالتي ودعوتي . . ليس بك شيء من هذه الدنيا ولا لهذه الدنيا . إنما أنت للمهمة التي صنعتك على عيني لها واصطنعتك لتؤديها . فما لك في نفسك شيء . وما لأهلك منك شيء ، وما لأحد فيك شيء . فامض لما اصطنعتك له .( كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرًا ) ما علاقة الآية بأول السورة ؟ .بدأت السورة بالحديث عن القرآن ، وأنه لم ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم ليشقى به أو بسببه . ومن القرآن قصة موسى عليه السلام وما يبدو فيها من رعاية الله وعنايته بموسى وأخيه وقومه .فالآن يعقب السياق على القصة بالعودة إلى القرآن ووظيفته ، وعاقبة من يعرض عنه . ويرسم هذه العاقبة في مشهد من مشاهد القيامة ، تتضاءل فيه أيام الحياة الدنيا؛ وتتكشف الأرض من جبالها وتعرى ، وتخشع الأصوات للرحمن ، وتعنو الوجوه للحي القيوم . لعل هذا المشهد وما في القرآن من وعيد يثير مشاعر التقوى في النفوس ، ويذكرها بالله ويصلها به . . وينتهي هذا المقطع بإراحة بال الرسول صلى الله عليه وسلم من القلق من ناحية القرآن الذي ينزل عليه ، فلا يعجل في ترديده خوف أن ينساه ، ولا يشقى بذلك فالله ميسره وحافظه . إنما يطلب من ربه أن يزيده علماً .ما المقصود بقوله سبحانه : ( وقد آتيناك من لدنا ذكرًا ) ؟ .كذلك القصص الذي أوحينا إليك بشأن موسى نقص عليك من أنباء ما قد سبق . نقصه عليك في القرآن ويسمى القرآن ذكراً ، فهو ذكر لله ولآياته ، وتذكير بما كان من هذه الآيات في القرون الأولى{ فاصبر على ما يقولون ، وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ، ورزق ربك خير وأبقى . وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى } . .فيها من المعاني : الأول : أن التسبيح معين على الصبر وعلى تحمل الأذى .الثاني : أن الذكر والاتصال بالله تعالى ينقل المرء من الصبر إلى مرتبة الرضى .الثالث : أن التسبيح والذكر مطلوب في معظم أوقات اليوم والليلة .الرابع : أن يستغني بوصاله بربه عن الدنيا ومتاعها الفاني , و التي يغرق فيها أصناف من الناس .الخامس أن التعبير بالزهرة : عاجلها حسن المنظر وجمال الرائحة , وعاقبتها سرعة الذبول والزوال .السادس : { لنفتنهم فيه } فنكشف عن معادنهم ، بسلوكهم مع هذه النعمة وذلك المتاع .
شعبان شحاته
http://tareek2008.blogspot.com/

التأثر بالقرآن

التأثر بالقرآن / تابع الدرس الرابع
أولا : تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن 0 نردد دوما بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا,وأسوتنا,وأنه النموذج الكامل الذي ينبغي أن نحتذي به"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" الأحزاب 21 0و لا نشك أبدا في حب المسلمين جميعا لرسولهم العظيم... و لكن هذا الحب لابد له منه دليل يدل عليه...فالبينة على من ادعى.وأكبر دليل على الحب:الطاعة و الاتباع, وصدق من قال:"إن المحب لمن يحب مطيع" و في هذه الأسطر نتحدث عن جانب عظيم شغل باله صلى الله عليه وسلم, وهيمن على عقله,وسيطر على مشاعره ألا و هو اهتمامه الشديد بالقران, و عندما نتحدث عن هذا الجانب فان المقصد هو إتباعه و التأسي به في هذا الاهتمام,و في كيفية قراءته,واستخدامه في الدعوة )فامنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا ( التغابن 8 0
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة القران عند ربه، وليس أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم (ما من كلام أعظم عند الله من كلامه ،ومارد العباد إلى الله كلاما أحب إليه من كلامه)رواه الدارمى وقوله (القران أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن) رواه الدارمى وقوله( من شغله قراءة القران عن مسألتي وذكرى أعطيته أفضل ثواب السائلين. وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) رواه الترمذىلقد كان حبه صلى الله عليه وسلم واهتمامه بالقران لا يمكن وصفه فقد سيطر القران على عقله ومشاعره سيطرة تامة وبلغت قوة تأثيره عليه ان شيب شعره فقد دخل عليه يوما ابو بكر رضى الله عنه فقال له لقد شبت يا رسول الله قبل المشيب فقال له مبينا سبب ذلك شيبتني هود وأخواتها رواه الترمذى وفى يوم من الأيام قال لعبد الله بن مسعود اقرأ على القران فقال اقرأ عليك وعليك أنزل قال إنى أحب أن اسمعه من غيرى فقات عليه سورة النساء حتى اذا جئت إلى هذه الآية (فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)قال حسبك فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان متفق عليه وفى ليلة من الليالي وبينما كان يسير صلى الله عليه وسلم فى طرقات المدينة سمع امرأة تقرأ(هل أتاك حديث الغاشية)فقال نعم قد أتاني وهو يبكى... لقد تشبع صلى الله صلى الله بالقران تشبعا تاماً وتأثر به تأثراً بالغا لدرجة أن الإمام الشافعي يعتبر أن السنة هي نضح القران على عقله صلى الله صلى الله وفهمه له.
مظاهر تأثير القرآن في الناس
أولا : مظاهر تأثير القرآن في نفوس أوليائه :
المظهر الأول :
تنافسهم في حفظه وقراءته في الصلاة وفي غير الصلاة ، حتى لقد طاب لهم أن يهجروا لذيذ منامهم من أجل تهجدهم به في الأسحار ، ومناجاتهم العزيز الغفار . وما كان هذا حالاً نادرا فيهم ، بل ورد أن المار على بيوت الصحابة بالليل كان يسمع لها دويا كدوي النحل بالقرآن . وكان التفاضل بينهم بمقدار ما يحفظ أحدهم من القرآن . وكانت المرأة ترضى بل تغتبط أن يكون مهرها سورة يعلمها إياها زوجها من القرآن .
المظهر الثاني :
عملهم به وتنفيذهم لتعاليمه ، في كل شأن من شؤونهم تاركين كل ما كانوا عليه مما يخالف تعاليمه ويجافي هداياته ، طيبة بذلك نفوسهم ، طيعة أجسامهم ، سخية أيديهم وأرواحهم ، حتى صهرهم القرآن في بوتقته وأخرجهم للعالم خلقا آخر مستقيم العقيدة قويم العباة طاهر العادة كريم الخلق نبيل المطمح .
المظهر الثالث : استبسالهم في نشر القرآن والدفاع عنه وعن هدايته فأخلصوا له وصدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه وهو مدافع عنه ، ومنهم من انتظر حتى أتاه الله اليقين وهو مجاهد في سبيله مُضحٍ بنفسه ونفيسه . ولقد بلغ الأمر إلى حد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرد من يتطوع بالجندية من الشباب لحداثة أسنانهم وكان كثيرا من ذوي الأعذار يؤلمهم التخلف عن الغزو 0
المظهر الرابع :
النجاح الباهر الذي أحرزه القرآن الكريم في هداية العالم في زمن قصير جدًا .
نماذج من تأثر السلف الصالح بالقرآن
1) قال عبدالله بن عروة بن الزبير : قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن ؟ قالت : ( تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله ) .
2) روى ابن أبي الدنيا من حديث عبدالرحمن بن الحارث بن هشام ، قال : سمعت عبدالله بن حنظلة يوما وهو على فراشه وعدته من علته ، فتلا رجل عنده هذه الآية { لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش } فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج ، وقال : صاروا بين أطباق النار .... ثم قام على رجليه ، فقال قائل : يا أبا عبدالرحمن اقعد ، قال منعني القعود ذكر جهنم ولعلي أحدهم .
3) قال ابن أبي مليكة : صحبت ابن عباس - يعني في السفر - فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن حرفا حرفا ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب .
4) ومن حديث عبدالرحمن بن مصعب أن رجلا كان يوما على شط الفرات فسمع قارئا يتلو { إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون }الزخرف 74 , فتمايل ، فلما قال التالي : { لا يفتر عنهم وهم فيها مُبلسون }الزخرف 75 سقط في الماء فمات .
5) ومن حديث أبي بكر بن عياش قال : صليت خلف فضيل بن عياض صلاة المغرب وإلى جانبي علي بن فضيل فقرأ الفضيل { الهاكم التكاثر } فلما بلغ { لترون الجحيم } سقط مغشيا عليه وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآيه ثم صلى بنا صلاة خائف قال ثم رابطت علياً فما أفاق إلا في نصف الليل
6) سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى { إن عذاب ربك لواقع ، ما له من دافع } قال عمر : قسم ورب الكعبة حق، ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه .
7) خرج ابن أبي الدنيا وغيره من غير وجه قصة منصور بن عمار مع الذي مر بالكوفة ليلا وهو يناجي ربه فتلا منصور هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } .. قال منصور : فسمعت دكدكة لم أسمع بعدها حسًاً ، ومضيت فلما كان من الغد رجعت فإذا جنازة قد اخرجت وإذا عجوز فسألتها عن أمر الميت ولم تكن عرفتني .. فقالت : هذا رجل لا جازاه الله خيرا ، مر بابني البارحة وهو قائم يصلي فتلا آية من كتاب الله ، فتفطرت مرارته فوقع ميتا ..
8) قال محمد بن حجادة : قلت لأم ولد الحسن البصري ما رأيت منه - أي الحسن البصري - فقالت : رأيته فتح المصحف ، فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان
9) قال قتادة : ( ما أكلت الكرات منذ قرأت القرآن) ، يريد تعظيمًا للقرآن .
10) وكره أبو العالية : أن يقال سورة صغيرة أو قصيرة وقال لمن سمعه : ها أنت أصغر منها ، وأما القرآن فكله عظيم .ثانيًا : مظاهر تأثير القرآن الكريم في أعدائه المظهر الأول :أن هؤلاء المشركين مع حربهم له ، ونفورهم مما جاء به كانوا يخرجون في جنح الليل البهيم يستمعون إليه والمسلمون يرتلونه في بيوتهم فهل ذاك إلا لأنه استولى على مشاعرهم ، ولكن أبى عليهم عنادهم وكبرهم وكراهتهم للحق أن يؤمنوا به { بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون } المؤمنون 70 0المظهر الثاني :أن أئمة الكفر منهم كانوا يجتهدون في صد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قراءته في المسجد الحرام وفي مجامع العرب وأسواقهم ، وكذلك كانوا يمنعون المسلمين من إظهاره حتى لقد هالهم من أبي بكر أن يصلي به في فناء داره، وذلك لأن الأولاد والنساء كانوا يجتمعون عليه يستمتعون بلذة هذا الحديث ويتأثرون به ويهتزون له .المظهر الثالث : أنهم ذعروا ذعرا شديدا من قوة تأثيره ونفوذه إلى النفوس على رغم صدهم عنه واضطهادهم لمن أذعن له ، فتواصوا على ألا يسمعوه ، وتعاقدوا على أن يلغوا فيه إذا سمعوه ، { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ) فصلت 26.المظهر الرابع :أن بعض شجعانهم وصناديدهم كان الواحد منهم يحمله طغيانه وكفره وتحمسه لموروثه ، على أن يخرج من بيته شاهرا سيفه معلنا غدره ناويا القضاء على دعوة القرآن ومن جاء بالقرآن ، فلم يلبث حين تدركه لمحة من لمحات العناية وينصت إلى صوت القرآن في سورة أو آية أن يذل للحق ويخشع ويؤمن بالله ورسوله وكتابه ويخضع . وإن أرت شاهدا على هذا فاستعرض قصة إسلام عمر بن الخطاب وهي مشهورة . وانظر كيف أسلم سعد بن معاذ سيد قبيلة الأوس هو وابن أخيه أسيد بن حضير رضي الله عنهم أجمعين



الامتحان الثالث : ( الدرس الرابع )
1) ما المقصود بالعبارة الآتية :
إن هذه البشرية - وهي من صنع الله – لا تفتح مغاليقها , ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده سبحانه .



2) أكمل : عندما انطلق أبو بكر وعمر إلى أم أيمن فبكت – رضي الله عنهم – ؛ لأن الوحي انقطع من السماء , وهيجتهما على البكاء فدل ذلك على ..... ..... ....... .
3) القرآن الكريم أعاد صياغة الأمة فصارت ذات حضارة عريقة , وأنشأ جيلا فريدًا في بنائه الأخلاقي . استدل على ذلك بنماذج عملية من الصحابة الكرام .



4) .....................................................................................................................إلا أن هذا كله لم يصاحبه تعامل مع القرآن على حقيقته , ولم يصاحبه استشعار لخطورة الدور الذي يستطيع أن يقوم به في قيادة الأمة . أكمل العبارة من أولها .
5) على أي شيء يدل قول سيدنا عبد الله بن مسعود : ( لقد أنزل الله القرآن ليُعمل به فاتخذوا تلاوته عملا ) .



6) من أعظم الناس استفادة من القرآن ؟ .



7) ما الخطوات العملية المقترحة لتفعيل مشروع القرآن ؟ .

ماذا قال ابن القيم عن القرآن ؟

كلام ابن القيم عن القرآن
واعجبا للنفس كيف جعلت غذاءها من هذه الأراء التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولم تقبل الإغتذاء بكلام رب العالمين ونصوص حديث نبيه المرفوع أم كيف اهتدت في ظلم الآراء إلى التمييز بين الخطإ والصواب وخفى عليها ذلك في مطالع الأنوار من السنة والكتاب 0
واعجبا كيف ميزت بين صحيح الآراء وسقيمها ومقبولها ومردودها وراجحها ومرجوحها وأقرت على أنفسها بالعجز عن تلقى الهدى والعلم من كلام من كلامه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الكفيل بإيضاح الحق مع غاية البيان وكلام من أوتي جوامع الكلم واستولى كلامه على الأقصى من البيان 0
كلا بل هي والله فتنة أعمت القلوب عن مواقع رشدها وحيرت العقول عن طرائق قصدها يربى فيها الصغير ويهرم فيها الكبير 0
وظنت خفافيش البصائر أنها الغاية التي يتسابق إليها المتسابقون والنهاية التي تنافس فيها المتنافسون وتزاحموا عليها وهيهات أين السهى من شمس الضحى وأين الثرى من كواكب الجوزاء وأين الكلام الذي لم تضمن لنا عصمة قائله بدليل معلوم من النقل المصدق عن القائل المعصوم وأين الأقوال التي أعلا درجاتها أن تكون سائغة الإتباع من النصوص الواجب على كل مسلم تقديمها وتحكيمها والتحاكم إليها في محل النزاع وأين الآراء التي نهى قائلها عن تقليده فيها وحذر من النصوص التي فرض على كل عبد أن يهتدي بها
ويتبصر وأين المذاهب التي إذا مات أربها فهي من جملة الأموات من النصوص التي لا تزول إذا زالت الأرض والسموات
سبحان الله ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس العلم من مشكاته من كنوز الذخائر وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر قنعوا بأقوال استنبطتها معاول الآراء فكرا وتقطعوا أمرهم بينهم لأجلها زبرا وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فاتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجورا
درست معالم القرآن في قلوبهم فليسوا يعرفونها ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها ووقعت ألويته وأعلامه من أيديهم فليسوا يرفعونها وأفلتت كواكبه النيرة من آفاق نفوسهم فلذلك لا يحبونها وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وعقدها فليسوا يبصرونها
خلعوا نصوص الوحي عن سلطان الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة فلا يزال يخرج عليها من جيوشهم كمين بعد كمين نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فعاملوها بغير ما يليق بها من الإجلال والإكرام وتلقوها من بعيد ولكن بالدفع في صدورها والأعجاز وقالوا مالك عندنا من عبور وإن كان ولا بد فعلى سبيل الإجتياز أنزلوا النصوص منزلة الخليفة في هذا الزمان له السكة والخطبة وماله حكم نافذ ولا سلطان المتمسك عندهم بالكتاب والسنة صاحب ظواهر مبخوس حظه من المعقول والمقلد للآراء المتناقضة المتعارضة والأفكار المتهافتة لديهم هو الفاضل المقبول وأهل الكتاب والسنة المقدمون لنصوصها على غيرها جهال لديهم منقوصون . ( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) .
حرموا والله الوصول بعدولهم عن منهج الوحي وتضييعهم الأصول
وتمسكوا بأعجاز لا صدور لها فخانتهم أحرص ما كانوا عليها وتقطعت بهم أسبابها أحوج ما كانوا إليها حتى إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور وتميز لكل قوم حاصلهم الذي حصلوه وانكشفت لهم حقيقة ما اعتقدوه وقدموا على ما قدموه 39 48 وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون وسقط في أيديهم عند الحصاد لما عاينوا غلة ما بذروه
فياشدة الحسرة عند ما يعاين المبطل سعيه وكده هباءا منثورا وياعظم المصيبة عند ما يتبين بواراق أمانيه خلبا وآماله كاذبة غرورا فما ظن من انطوت سريرته على البدعة والهوى والتعصب للآراء بربه يوم تبلى السرائر وما عذر من نبذ الوحيين وراء ظهره في يوم لا تنفع الظالمين فيه المعاذر أفيظن المعرض عن كتاب ربه وسنة رسوله أن ينجو من ربه بآراء الرجال أو يتخلص من بأس الله بكثرة البحوث والجدال وضروب الأقيسة وتنوع الأشكال أو بالإشارات والشطحات وأنواع الخيال 0
هيهات والله لقد ظن أكذب الظن ومنته نفسه أبين المحال وإنما ضمنت النجاة لمن حكم هدى الله على غيره وتزود التقوى وائتم بالدليل وسلك الصراط المستقيم واستمسك من الوحي بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم .

الاثنين، 18 مايو 2009

تحضير الدرس الثالث :
الأهداف :
1 – التعرف على حقيقة الإيمان , وعلى الفرق بينه وبين العمل الصالح والعلاقة بينهما .
2 – بدء التعامل الصحيح مع القرآن .
العناصر :
• متابعة الواجب السابق , ومناقشة حول الدرس الثاني .
• عرفنا ضرورة الإيمان وأهميته . فمن أين نبدأ لنزيد الإيمان ؟ .
• لو كانت العبادات في بعض الأحيان لا تحسّن السلوك فما الحل إذن ؟ .
• تعريف الإيمان , وأن محله القلب , والقلب هو مجمع المشاعر .
• الإيمان هو الدافع للسلوك أو للهوى .
• الفرق بين القناعة بالفكرة والإيمان بها .
هناك أربع نقاط لا بد أن نبدأ بها أولا :

الإيمان محله القلب , العلاقة بين الأعمال الصالحة وزيادة الإيمان , التأثر إما لحظي وإما دائم , العمل على بناء الإيمان في كل المقامات .
• هل الإيمان مقام واحد أم عدة مقامات بحسب المشاعر ( خوف , رجاء , حياء , حب , سكينة..... ) .
• لكي يتحسن السلوك في كل المقامات نحتاج إلى تمكين الإيمان في كل المشاعر ( بناء القاعدة الإيمانية ) .
• ما المصدر الذي يؤسس القاعدة الإيمانية : فيخاطب الفكر والوجدان – وبحول الحال إلى مقام – ويخاطب جميع مقامات الإيمان ؟.
• هل هو الصيام – الصدقة .... لا تنطبق الشروط ..
• الفارق بين الإيمان والعمل الصالح ( البذرة , والماء , القاعدة والبناء ) .
• الإيمان أولا , هكذا بدأ الإسلام مشاعر ثم شعائر ثم شرائع ) .
• كيف نبدأ بالإيمان ؟ علينا أن ننظر في سيرة الجيل الأول كيف وصلوا إلى هذا المستوى ؟
• إنه القرآن . والدليل على ذلك نموذج المهاجرين و الأنصار , وجيل الصحابة .
• ولا أمل إلا بالعودة الصحيحة للقرآن .
• وسائل الانتفاع بالقرآن تبدأ من تعريف الإيمان – التأثر .
الواجب النظري :
قراءة كتاب إنه القرن سر نهضتنا .
للمستوى الأقل كتاب : عودة المجد , أو الطوفان القادم .
الواجب العملي :
ساعة قرآن يوميا بتدبر يسبقها ورد الإلحاح .
سماع شريط كيف نقوي إيمانا من الموقع .
الامتحان القادم في الكتاب ( من 1- 43 ) , ومحاضرة الطريق إلى الإيمان .
الطريق إلى الإيمان
تابع الدرس الثالث

المحاضرة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
إذا كنا قد عرفنا أهمية الإيمان وضرورته , فأين الطريق إليه ؟ وأين أضع خطاي لأتجه نحوه , وأسرع إليه ؟. وما الذي أبدأ به ؟ .
تقديم :
أولا : تعريف الإيمان :
الإيمان بالفكرة : اقتناع العقل بها مع تجاوب المشاعر والعاطفة واستقرارها في القلب .
وقد يشمل الإيمان أي فكرة باطلة أو صحيحة .
قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (51) النساء .
{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }النحل72 .
وبعد ..
فإن أمامنا أربع نقاط لابد أن نذكرها قبل أن نجيب على السؤال المطروح : بماذا نبدأ؟ .
وهذه النقاط الأربع هي :
الإيمان محله القلب , العلاقة بين الأعمال الصالحة وزيادة الإيمان , التأثر إما لحظي وإما دائم , العمل على بناء الإيمان في كل المقامات .
أولاً : الإيمان محله القلب :
فالقلب مجمع المشاعر ومركزها داخل الإنسان .
يقول الله عز وجل : {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ ...}الفتح 4 .
وقال سبحانه : {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ...}الحجرات 14 .
وتجد كذلك : وجلت قلوبهم , اطمأنت قلوبهم , اشمأزت قلوبهم . وكلها مشاعر وكلها مرتبطة بالقلب .
وفي الحديث الشريف , عن أنس – رضي الله عنه – ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان , أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ) تخريج السيوطي .وفي صحيح الجامع عند الألباني .
والحب والكره - وهي المشاعرالمكررة في الحديث - محلها القلب .
الفرق بين الاقتناع بالفكرة والإيمان بها :
الاقتناع بالفكرة , أمر عقلي .
والإيمان بها قلبي وعقلي معًا .
فالإنسان قد يقتنع بالفكرة لكنه لا يؤمن بها . ({وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ... ) 57 القصص . فهم يعترفون أن دينه هو الهدى ؛ لكنهم لم يؤمنوا .
والقلب محل الإيمان وهو أيضًا محل الهوى .والصراع بين داعي الإيمان وداعي الهوى مستمر حتى يغلب أحدهما .
ولكن إذا غلب أحدهما فليس معنى ذلك أن يتخلى الآخر عن الصراع ؛ فيبقى ضرورة إمداد الجانب الإيماني في القلب باستمرار .
وإذا أردنا أن نضرب المثل على ذلك نقول :
إذا كان المرء يقوم الليل ويحافظ على ذلك , فجانب الهوى عنده أضعف .
وإذاكان يطلق بصره في محارم الله بلا مراعاة لحرمات الناس ؛ فجانب الهوى عنده أقوي .
وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن , ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن , ولا يشر الخمر حين يشريها وهو مؤمن والتوبة معروضة بعد ) تخريج السيوطي . تحقيق الألباني حديث رقم : 7706 في صحيح الجامع .
ومعنى ذلك أنه يكون في أضعف مستويات الإيمان , عند ارتكابه لهذه الآثام .
وسلوك المؤمن نتيجة لإيمانه , فمن أراد أن ينتج عنه سلوك صحيح يعينه على تحقيق المطلوب منه شرعًا ؛ فلابد أن يكون داعي الإيمان في قلبه أشد من داعي الهوى .
ثانيًا : العلاقة بين العمل الصالح وزيادة الإيمان :
مما لا شك فيه أن هناك حلقة مفقودة بين العبادات وأثرها . فكيف نعود بأنفسنا إلى رحاب الحياة الكريمة في ظلال طاعة مخبتة , وذكر خاشع ؛ تثمر إيمانًا متقدًا , وقلبًا حيًا ينبض بحب الله , ويؤثره على من سواه ؟ .
وإذا طرح هذا السؤال : متى أعرف أن الإيمان قد زاد ؟ .
والجواب : يزيد الإيمان إذا حدث تأثر في القلب .
فلحظات التأثر هي لحظات زيادة الإيمان . فالخشوع في الصلاة تأثر , والذكر باللسان مع حضور القلب تأثر , وانعقاد النية في الإنفاق , وزيارة المقابر للاعتبار والاستغفار للموتى كل ذلك تأثر يرتفع به الإيمان , ويعلو به مقام الإنسان .
أما إذا لم يحدث تأثر في القلب فلن يزيد الإيمان .
ولهذا فإن الإيمان ينقص بالمعصية, ولا يزيد بالطاعة إلا إذا كانت مؤثرة .
فالرجل يسبح كثيرًا ولكن قلبه غير حاضر , وعقله غير مفكر .فهذه طاعة ولكن تأثيرها ضعيف .
وحكى لي أخي أن رجلا كان يسبح بالمسبحة ومر عليه آخر , فقال له : مساء الخير . فقال : مساء النور . ثم وجد الرجل أنه بعد فترة من الوقت , يمرر حبات المسبحة بين يديه وهو يقول : مساء النور مساء النور ! فليس كل تسبيح نافع للقلب .
وبالعكس , فإن الشعور بالرضا , بالفرح , بالطمأنينة , بالخوف , كل هذا تأثر يعود بالفائدة العظيمة على القلب .
وقد يكون لهذا التأثر نتيجة : فالبكاء بسبب الخوف , والضحك دافعه الفرح , ووجل القلوب نتيجة للذكر (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) }الأنفال .
ورجل يُدرّس العقيدة وتَعرض له مشكلة , فتتملكه الحيرة , ولا يدري ماذا يفعل , ويبدو محزونًا كئيبًا , فيمر عليه رجل أمي , فيقول له : ( زعلان ليه ياعم الشيخ ؟ قل يارب , هونها تهون ) .
فيعود مدرس العقيدة إلي نفسه معاتبًا : أين أنا من الله ؟ لماذا لا أسأل الله عن حاجتي ؟ لماذا لم ألجأ إليه ؟ . أليس اللجوء إلى الله من مسائل العقيدة ؟ . ({أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل62 .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما ) إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ... ) حققه الألباني برقم : 7957 في صحيح الجامع .
فالرجل يدرس العقيدة بطريقة عقلية مجردة لا يتفاعل القلب معها ولا يتأثر بها .
أما إذا خالطت القلب , وتأثر بها كان لها نتائج عظيمة . فعندما سأل هرقل أبا سفيان بن حرب وهو يحدثه عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : ألم يرتد أحد من أصحابه سخطة لدينه ؟ قال : لا . قال : كذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب .
والهدف من التخلق بالإيمان وتعاليم الإسلام هو إيجاد الإنسان الصالح , الذي يكون باطنه خيرًا من ظاهره , والذي تقربه الطاعات من الله , ويزداد بها إيمانًا .
مثال : رجل نزل من القطار في غير محطته فوجد امرأة طردها زوجها فساعدها وأعانها فتأثر كثيرًا بمسألة القضاء والقدر .
وآخر فكر في أمره , ونظر في شأنه , فوجد أنه ما من أحد ٍ يصاحبه إلا وجد منه أذى , أو مضايقة . سواء كان أحد الوالدين , أو الزوجة أو الولد أو إخوانه في الدعوة ؛ فقال : لكي يعلم الإنسان أن هناك طرفًا واحدًا لا يجد الإنسان منه إلا الرحمة والغفران , والعفو والرزق , إنه الله !! .
ينعم عليك فلا تشكر , ومع ذلك لم يقطع عنك الآلاء. يبتليك فلا تصبر و لم يدم عليك البلاء . ينتظر التائبين – وهو الغني عنهم – ويحب الأوابين – وهم أحوج الناس إليه .
{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25 )وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ } 26الشورى .
فلماذا لا أكون مع الله دائمًا ؟ .
والعمل الصالح يكون بالجوارح , أما الإيمان فنتيجة لأعمال القلوب .
و القفز على الأعمال الصالحة قفزًا لا يزيد الإيمان بالضرورة .
فقد أسلفنا القول بأن العمل الصالح إذا لم يُحدث التأثير المناسب في القلب فلن يزيد به الإيمان .
ومن هنا يمكن القول بأن الإيمان بذرة والعمل الصالح ماء يرويها .
وإذا وجدالإيمان فإنه يدفع للعمل , أي أن العمل الصالح ترجمة للإيمان . ولا تعارض في ذلك .
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158
يقول الشيخ سيد قطب – رحمه الله – في تفسير هذه الآية :
والله سبحانه يقول لهم : إن ما طلبوه من الخوارق لو جاءهم بعضه لقضي عليهم بعده . . وإنه يوم تأتي بعض آيات الله تكون الخاتمة التي لا ينفع بعدها إيمان ولاعمل . . لنفس لم تؤمن من قبل ، ولم تكسب عملاً صالحاً في إيمانها . فالعمل الصالح هو دائماً قرين الإيمان وترجمته في ميزان الإسلام .( في ظلال القرآن ) .
فالإيمان موجود , ولكنه لم يكسب فيه خيرًا , لم يعمل عملا صالحاً .
ومثال ذلك : إذا كنت تحب المرء , ولكن هذا الحب لم يترجم في هدية , أو زيارة , أو ماشابه ذلك ؛ فلم تكسب خيرًا في هذا الحب .
ولكن أيهما يكون أولا , الإيمان أم العمل الصالح ؟ .
الثابت هنا أن الإيمان سابق والعمل الصالح لاحق بعده , يقويه ويغذيه .
وكان ابن عمر يقول : تعلمنا الإيمان، فلما تعلمنا القرآن زدنا إيمانًا .
والشعور بالندم , شيء في القلب يدفع بالتالي للاستغفار . والشعور بالامتنان تجاه الله بسبب نعمه الكثيرة إحساس قلبي , يعبر الإنسان عنه بالحمد باللسان وبالشكر بالجوارح والأركان .
ودخول الانتخابات , والأعمال والتكليفات التي تستدعيها من الأفراد , مع وجود النية الصالحة يزيد بها الإيمان , والذي لم يشترك – بسبب مرضه – مع وجود النية لديه , لا يكون مثل إخوانه في زيادة الإيمان , وإن كان قد حصّل الأجر بالنية .
والإسلام بدأ مشاعر ثم شعائر ثم شرائع .
ومن هنا نقول : لا يكن همك العمل الصالح فقط . وليكنْ همك أولا : كيف أحب الله , كيف أخافه وأرجوه , وأتوكل عليه , وأثق في وعده ونصره .هذه المشاعر بلا شك ستقودك إلى أصناف الأعمال الصالحة .
ثالثًا التأثر إما لحظي وإما دائم :
وثمة أمران يذكران مع زيادة الإيمان :
الأول : أن زيادة الإيمان قد تكون لحظية و يسمونها بالحال , ومثالها : رجل زار المقابر فتأثر , أو رأى حادث سيارة مات فيه أحد الناس فتأثر , أو رأى منظر البركان , أو الأعاصير, ونحو ذلك . كل هذا تأثير لحظي لاينفع وحده ما لم يكن من خلال منظومة عبادات مؤثرة متواصلة . ونحن نريد أن يتوهج الإيمان ويدوم , ولا نقف بأنفسنا عند مجرد مواقف عابرة .
الثاني :
أن زيادة الإيمان متفاوتة من شخص لآخر ومثال ذلك :
رجل زاد إيمانه فبدأ يصلي في البيت ولم يكن من قبل يصلي .
وآخر زاد إيمانه , فبدأ يصلي الصلوات كلها في جماعة حتى صلاة الفجر .
وثالث زاد إيمانه فأصبح يحافظ على قيام الليل بيسر و سهولة .
* فإذا استمر تأثير الإيمان فهو مقام . وإذا كان التأثر ضعيفًا متقطعًا فهو حال .
ويُؤمر أبو بكر – رضي الله عنه – ليصلي بالناس , فتقول السيدة عائشة – رضي الله عنها – إنه رجل أسيف , لا يملك دمعه إذا قرأ القرآن . فهذا مقام عنده , وأثر دائم لديه .
فنحن نحب الأبناء , ونحب المال , ونحب أن يكون مظهرنا طيبًا , وغير هذا . لا بأس . بشرط أن يكون كل ذلك أقل من خمسين في المئة , فلا تكون هذه الأشياء هي الغالبة في قلب المرء .
فحب الله أكثر وتعظيم الله أجل في قلب المؤمن . ({وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ) البقرة 165 .
* رابعًا : الإيمان يحتاج البناء في كل المقامات , فلا يزيد في جانب وينعدم أو ينقص في جانب آخر .
وقد يمر الإنسان بمواقف يستدعي أحدها الصبر , وآخر يحتاج الرضا بالقضاء , أو التوكل , أو الحب , أو الخوف ... الخ .
مثال : رجل بكى في صلاته , لأن الإمام صلى بصوت خاشع مؤثر , وبعد انصرافه , لم يجد حذاءه ؛ فصاح وصرخ وأحدث ضجيجًا كبيرًا في المسجد وهو الذي كان يبكي منذ قليل . فهو وإن كان عنده صفة الخوف , التي كان من أثرها هذا البكاء , إلا أنه يحتاج إلى الإيمان بالقضاء والقدر .
ولكن المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له .
فالتقوى جزء من الإيمان , والتوكل جزء من الإيمان , وهكذا.
ونأتي هنا للإجابة عن السؤال الذي طرحناه في عنوان المحاضرة :
من أين نبدأ وبأي شيء نبدأ ؟ .
نبدأ بمصدر تتوفر فيه شروط ثلاثة : أن
1 - يخاطب الفكر ( العقل ) والعاطفة معًا .
2 - ويحول الحال إلى مقام .
3 - ويخاطب كل مقامات الإيمان .
إنه القرآن وحده , لا شيء غيره . ومن هنا نبدأ .
فهو الذي يربي فينا الإيمان ليؤتي ثماره كل حين , يربي فينا الصدق , والشجاعة , والكرم , والعفة ...
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }إبراهيم25 .
فهو يثمر الصدق في موقف الصدق , والتضحية في وقتها , والعفة في حينها . وهكذا يربي القرآن الإيمان في القلب , ويقود صاحبه إلى كل خير .
وهو الشحنة الجبارة التي إذا وصلت القلب أثرت فيه في الحال .
انظر إلى أبي ذر – رضي الله عنه – بمجرد أن سمع القرآن أسلم في الحال وهو جالس في مكانه , وأسيد بن حضير , وسعد بن معاذ , وغيرهم , رضي الله عنهم جميعًا .
وأم أيمن تعلمنا :
عندما ذهب الصديق والفاروق يزورانها , وكانت مثل هذه الزيارة تتم مع النبي – صلى الله عليه وسلم . فلما وصلا عندها ورأتهما بكت ؛ فبكى الصاحبان , فقال لها الصديق : أليس قد لحق بالرفيق الأعلى , والله خير وأبقى ؟ . قالت : إنما أبكي لا نقطاع الوحي عن الأرض !. وهذا فهم أم أيمن ! .
فلكي نحيا بالقرآن ونتأثر به وينهض بنا كما نهض بالأولين ورفع شأنهم وأعلى قدرهم , لا بد أن نعودإلى رحاب القرآن ونحب القرآن ونربط حياتنا ومصيرنا به.
ولكن كيف نعود إليه ؟ كيف نقرأه ؟ .
القراءة تكون بالترتيل , لكي يطرق على المشاعر ويهزها ويتم التأثر بالمعنى : {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }المائدة83 . فكان تأثرهم بالمعني , بما عرفوا من الحق .
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32 .
{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106 . نزلناه مفرقا على مهل وتؤدة ليفهموه . ( تفسير الجلالين ) .
فالقراءة الهادئة بالترتيل تعين القلب على التدبر ومن ثم تعمل على المشاعر وتُحدث الأثر المطلوب .
إجراءات عملية :
1 - قراءة ساعة في كتاب الله يوميًا .
يسبقها استغاثة وتضرع إلى الله , بأن يعينك على التأثر والتدبر والانتفاع بالقرآن .
أن تقرأ ساعة متصلة غير متقطعة .
أن تكون القراءة بصوت حزين خاشع , في مكان ٍ هادئ , وأن تكون من المصحف , وليس من الذاكرة .
وأن تكون بصوت مسموع , مع إعمال العقل فيما تقرأ .
أن تأخذ المعنى الإجمالي للآيات , وما لم تعرف تفسيره , أخرالبحث عن معناه إلى ما بعد القراءة .
أن تجعل نفسك مخاطبًا بالآيات , وأنت المعني بها .
إذا حدث تأثر بآية , كرر قراءتها حتى ينتهي التأثر .
2- قراءة كتاب : إنه القرآن سر نهضتنا . للدكتور / مجدي الهلالي .
3 – سماع شريط عن الإيمان وأثره لنفس المؤلف .
وعلى الله قصد السبيل .













تدبر سورة الأنعام ( تابع الدرس الثالث )

سورة الأنعام
هدف السورة: التوحيد الخالص لله في الاعتقاد والسلوك
سورة الأنعام هي أول سورة مكية في ترتيب المصحف بعد ما سبقها من سور مدنية، وهي أول سورة ابتدأت بالحمد (الحمد لله الذي خلق السموات والأرض)، ومن مميزاتها أنها نزلت ليلاً دفعة واحدة وأنه شيّعها سبعون ألف ملك والسبب في هذا الامتياز أنها مشتملة على دلائل التوحيد والعدل والنبوة والمعاد وإبطال مذاهب المبطلين والملحدين ويقول الإمام القرطبي إن هذه السورة أصلُ في محاجة المشركين وغيرهم من المبتدعين ومن كذّب بالبعث والنشور وهذا يقتضي إنزالها جملة واحدة. ونزولها ليلاً لما في الليل من سكينة للقلب ومدعاة للتأمل والتفكر في قدرة الله تعالى وعظمته. وتناولت سورة الأنعام القضايا الأساسية الكبرى لأصول العقيدة والإيمان وهذه القضايا يمكن تلخيصها فيما يلي:
قضية الألوهية قضية الوحي والرسالة قضية البعث والجزاء
والحديث في هذه السورة يدور بشدة حول هذه الأصول الأساسية للدعوة ونجد سلاحها في ذلك الحجة والبرهان والدلائل القاطعة للإقناع لأنها نزلت في مكة على قوم مشركين، ومما يلفت النظر في السورة الكريمة أنها عرضت لأسلوبين بارزين لا نكاد نجدهما بهذه الكثرة في غيرها من السور وهما: أسلوب التقرير وأسلوب التلقين. ونرى هذين الأسلوبين يأتيان بالتتابع في السورة فتأتي الآيات التي يذكر الله تعالى لنا البراهين على عظمته وقدرته في الكون ثم تنتقل الآيات للحجة مع المشركين والملحدين والبعيدين عن التوحيد.
أسلوب التقرير: يعرض القرآن الأدلة المتعلقة بتوحيد الله والدلائل المطلوبة على وجوده وقدرته وسلطانه وقهره في صورة الشأن المسلّم ويضع لذلك ضمير الغائب عن الحس الحاضر في القلب الذي لا يماري فيه قلب سليم ولا عقل راشد في أنه تعالى المبدع للكائنات صاحب الفضل والإنعام فيأتي بعبارة (هو) الدالة على الخالق المدبر الحكيم. وفي هذه الآيات تصوير قرآني فني بديع بحيث يستشعر قارئ الآيات عظمة الله وقدرته وكأن الآيات مشاهد حية تعرض أمام أعيننا. وقد ورد لفظ (هو) 38 مرة في السورة ومن هذه الآيات:
• الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ (آية 1)
• هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ (آية 2)
• وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (آية 3)
• وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (آية 18)
• وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (آية 59)
• وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (آية 60)
• وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (آية 61)
• وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (آية 73)
• وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (آية 97)
• وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (آية 98)
• وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (آية 165)
أما أسلوب التلقين فإنه يظهر جلياً في تعليم الرسول تلقين الحجة ليقذف بها في وجه الخصم بحيث تأخذ عليه سمعه وتملك عليه قلبه فلا يستطيع التخلص أو التفلت منها، ويأتي هذا الأسلوب بطريق السؤال والجواب يسألهم ثم يجيب ونلاحظ في السورة كثرة استخدام كلمة (قل) فقد وردت في السورة 42 مرة. هكذا تعرض السورة الكريمة لمناقشة المشركين وافحامهم بالحجج الساطعة والبراهين القاطعة التي تقصم ظهر الباطل. ومن هنا كانت أهمية سورة الأنعام في تركيز الدعوة الإسلامية، تقرر حقائقها وتثبت دعائمها وتحاجج المعارضين لها بطريقة المناظرة والمجادلة. والسورة تذكر توحيد الله جلّ وعلا في الخلق والإيجاد وفي التشريع والعبادة وتذكر موقف المكذبين للرسل وتقص عليهم ما حاق بأمثالهم السابقين وتذكر بالبعث والجزاء . وفيما يلي بعض الآيات التي ورد فيها كلمة (قل):
• قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (آية 11) (تبين الآية أن لله تعالى هو الملك المسيطر على المكان)
• قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (آية 12) (تبين هذه الآية أن الله تعالى هو الملك المسيطر على الزمان)
• قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ (آية 14)
• قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (آية 15)
• قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (آية 40)
• قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (آية 56)
• قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (آية 57)
• قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (آية 58)
• قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (آية 63)
• قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (آية 64)
• قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (آية 65)
• قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(آية 135)
• قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (آية 161)
• قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (آية 162)
• قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (آية 164)
وهكذا تتوالى السورة بمجموعة من الآيات التي تدل على قدرة الله تعالى ثم تتبعها آيات مجادلة ومواجهة مع المشركين والملحدين.
ثم تأتي قصة سيدنا ابراهيم مع قومه وسبب ورود هذه الجزئية من قصة سيدنا ابراهيم في سورة الأنعام مناسب لأسلوب الحجة وإقامة البراهين والأدلة عند مواجهة المشركين والملحدين فجاءت الآيات تعرض قصة سيدنا ابراهيم ومحاجته لقومه من الآيات 74- 83.
ثم تأتي آية فاصلة في السورة تدلنا على أن آيات الله تعالى في الكون ترى ولكن القلوب إذا عميت لا تراها وتجحد بها وتكفر. قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (الآية 104)
ثم تختم السورة بربع كامل بالوصايا العشر التي نزلت في تلك الكتب السابقة ودعا اليها جميع الأنبياء السابقين (قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم عليكم..)وتنتهي يآية فذة تكشف للإنسان عن مركزه عند ربه في هذه الحياة وهو أنه خليفة في الأرض وأن الله تعالى جعل عمارة الكون تحت يد الإنسان تتعاقب عليه أجياله وأن الله تعالى فاوت في المواهب بين البشر لغاية سامية وحكمة عظيمة وهي الإبتلاء والإختبار في القيام بتبعات هذه الحياة وذلك شأن يرجع اليه كماله المقصود من هذا الخلق وذلك النظام. وهذا كله مرتبط بهدف سورة البقرة وهو الاستخلاف في الأرض.سورة الأنعام تتحدث عن ملك الله تعالى في الكون وكأنما يقول تعالى لنا وحدوني أملككم الأرض وأجعلكم خلائف. (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آية 165
أو المقصود أن الله عز وجل يقول : أنا الذي خلقت السموات والأرض وأنا الذي استخلفتكم فيها ؛ فمن حقي أن أعبد ومن حقي أن أوحد وأطاع , وأن يتخذ الله وليا وحاكما وربا .
سميت السورة (الأنعام) ليس لورود كلمة الأنعام فيها فقط وإنما لذلك سبب رئيسي أن الأنعام عند قريش كانت هي الأكل والشرب والغذاء والمواصلات والثروة وعصب الحياة ، وكان كفار قريش يقولون نعبد الله لكن عصب الحياة لنا نتصرف فيها كيف نشاء لكن الله تعالى يخبرهم أن التوحيد يجب أن يكون في الإعتقاد وفي التطبيق ايضاً يجب أن نوحد الله في كل التصرفات وليس في المعتقدات فقط، وهذا توجيه ليس فقط لكفار قريش وإنما توجيه لعامة الناس الذين يعتقدون بوحدانية الله تعالى ولكن تطبيقهم ينافي معتقدهم، إذن لا إله إلا الله يجب أن تكون في المعتقد والتطبيق، وهذا يناسب ما جاء في سورة المائدة في قوله (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فعلينا أن نأخذ الدين كاملاً وأن نوحِّد الله تعالى في المعتقد والتطبيق.
لماذا حملت السورة اسم سورة الأنعام ؟ .
لماذا وردت قصة إبراهيم بهذا المقطع بالذات ؟ .
ما علاقة أول السورة بآخرآيتين فيها ؟ .
آخر آية جاء الخطاب في أولها عاما وفي آخرها جاء الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم . فلماذا ؟ .
لماذا جاء في السورة قوله تعالى : قل أغير الله أتخذ وليا - وفي وسطها : قل أفغير الله أبتغي حكما - وفي آخرها : قل أغير الله أبغي ربا ؟ .
من أراد أن يتواصل معي فليكن عن طريق الإميل :
hudahuda2007@yahoo.com
تابع الدرس الثالث
ما يجب عليك تجاه القرآن - قراءة ساعة في كتاب الله يوميًا .
يسبقها استغاثة وتضرع إلى الله , بأن يعينك على التأثر والتدبر والانتفاع بالقرآن .
أن تقرأ ساعة متصلة غير متقطعة .
أن تكون القراءة بصوت حزين خاشع , في مكان ٍ هادئ , وأن تكون من المصحف , وليس من الذاكرة .
وأن تكون بصوت مسموع , مع إعمال العقل فيما تقرأ .
أن تأخذ المعنى الإجمالي للآيات , وما لم تعرف تفسيره , أخرالبحث عن معناه إلى ما بعد القراءة .
أن تجعل نفسك مخاطبًا بالآيات , وأنت المعني بها .
إذا حدث تأثر بآية , كرر قراءتها حتى ينتهي التأثر .

الخميس، 14 مايو 2009

تحضير الدرس الثاني :
الأهداف :
• الشعور بالاحتياج الشديد تجاه التربية الإيمانية .
• وضوح الرؤية حول : ( ماذا نريد بالتربية الإيمانية ) .
العناصر :
ا – إجراء الامتحان ومتابعة الواجب , ومناقشة حول الدرس السابق .
ب – أهمية التربية الإيمانية :
1) إيقاظ القوى الخفية وتوليد الطاقة الدافعة للقيام بالأعمال .
2) لعلو المنزلة عند الله وتغيير موازين القوى .
3) تنمية الوازع الداخلي ( الضمير ) الذي يضبط سلوك الإنسان .
4) لمضاعفة الإنتاج الدعوي وتحقيق الإيجابية لدى الفرد .
5) لدوام وضوح الرؤية وتوحيد المعامة مع الله .
6) لتقليل المشاكل وحلها .
7) لاتخاذ القرارات الصعبة .
8) للتأثير في الآخرين .
9) لحسن مواجهة المحن والعقبات .
10) للعيش الطيب والشعور بالسعادة .
ج – مستهدف التربية الإيمانية :
1 – المستهدف القريب الذي نود الوصول إليه في هذه الدورة :
o اليقظة والانتباه { قلة الاهتمام بالمال , زيادة الورع , المسارعة في الخيرات } .
o علامة دخول النور القلب .
o أمثلة سريعة من عصر الصحابة .
2 – المستهدف البعيد :
أن تصل إلى الله ( أن تعبد الله كأنك تراه ) .
أمثلة على ذلك .
الواجب النظري :
• عمل بحث حول أثر الإيمان على جيل الصحابة .
يتضمن ذكر مثال عملي على الأقل على كل نقطة من النقاط العشرة المذكورة في أهمية التربية الإيمانية .
• قراءة رسالة : دعوتنا في طور جديد .
الواجب العملي :
استمرار الإلحاح على الله بأن يوقظ قلوبنا ويحييها بمعرفته .
ملاحظة / كتاب حياة الصحابة به عشرات الأمثلة حول عناصر هذا الدرس .

رسالة / بعد المحاضرة الثانية
أخي الحبيب إن القرآن يضع أيدينا على مظاهر عظمةالله في الكون , فزود إيمانك من خلال ورد القرآن .
التربية الإيمانية ومستهدفاتها . المحاضرة الثانية
ذكر الشيخ البنا وسائل عامة للدعوة : الإيمان العميق , والتكوين الدقيق , والعمل المتواصل .
فلماذا الإيمان العميق , أو لماذا التربية الإيمانية ؟ .
1 - إن الإيمان هو الذي يولد الطاقة وهو القوة الدافعة للعمل والجهاد .
يقول البنا في رسالة دعوتنا في طور جديد :
أخص خصائص دعوتنا أنها ربانية عالمية :
أما أنها ربانية فلأن الأساس الذي تدور عليه أهدافنا جميعًا ، أن يتعرف الناس إلى ربهم ، وأن يستمدوا من فيض هذه الصلة روحانية كريمة تسمو بأنفسهم عن جمود المادة الصماء وجحودها إلى طهر الإنسانية الفاضلة وجمالها . نحن الإخوان المسلمين نهتف من كل قلوبنا :
"الله غايتنا" فأول أهداف هذه الدعوة أن يتذكر الناس من جديد هذه الصلة التي تربطهم بالله تبارك وتعالى والتي نسوها فأنساهم الله أنفسهم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) . وهذا في الحقيقة هو المفتاح الأول لمغاليق المشكلات الإنسانية التي أوصدها الجمود والمادية في وجوه البشر جميعًا فلم يستطيعوا إلى حلها سبيلاً ، وبغير هذا المفتاح فلا إصلاح .
ويقول في نفس الرسالة : تحت عنوان :
يقظة الروح ـ الإيمان والعزة والأمل
وينظر الناس في الدعوات إلى مظاهرها العملية وألوانها الشكلية ، ويهملون كثيرا النظر إلى الدوافع النفسية والإلهامات الروحية التي هي في الحقيقة مدد الدعوات وغذاؤها وعليها يتوقف انتصارها ونماؤها . وتلك حقيقة لا يجادل فيها إلا البعيد عن دراسة الدعوات وتعرف أسرارها ، إن من وراء المظاهر جميعًا في كل دعوة روحا دافعة ، وقوة باطنة تسيرها وتهيمن عليها وتدفع إليها ، ومحال أن تنهض أمة بغير هذه اليقظة الحقيقية في النفوس والأرواح والمشاعر: (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11) .
ولهذا أستطيع أن أقول إن أول ما نهتم له في دعوتنا ، وأهم ما نعول عليه في نمائها وظهورها وانتشارها هذه اليقظة الروحية المرتجلة . فنحن نريد أول ما نريد يقظة الروح ، حياة القلوب ، صحوة حقيقية في الوجدان والمشاعر ، وليس يعنينا أن نتكلم عما نريد بهذه الدعوة من فروع الإصلاح في النواحي العملية المختلفة بقدر ما يعنينا أن نركز في النفوس هذه الفكرة .
نحن نريد نفوساً حية قوية فتية ، قلوباً جديدة خفاقة ، مشاعر غيورة ملتهبة متأججة ، أرواحاً طموحة متطلعة متوثبة ، تتخيل مثلاً عليا ، وأهدافاً سامية لتسمو نحوها وتتطلع إليها ثم تصل إليها ، ولابد من أن تحدد هذه الأهداف والمثل ، ولابد من أن تحصر هذه العواطف والمشاعر ، ولابد من أن تركز حتى تصبح عقيدة لا تقبل جدلاً ولا تحتمل شكاً ولا ريباً . وبغير هذا التحديد والتركيز سيكون مثل هذا الصحوة مثل الشعاع التائه في البيداء لا ضوء له ولا حرارة فيه ، فما حدود الأهداف وما منتهاها ؟!
إننا نتحرى بدعوتنا نهج الدعوة الأولي ونحاول أن تكون هذه الدعوة الحديثة صدي حقيقياً لتلك الدعوة السابقة التي هتف بها رسول الله r في بطحاء مكة قبل ألف ومئات من السنين ، فما أولانا بالرجوع بأذهاننا وتصوراتنا إلى ذلك العصر المشرق بنور النبوة ، الزاهي بجلال الوحي ، لنقف بين يدي الأستاذ الأول وهو سيد المربين وفخر المرسلين الهادين ، لنتلقى عنه الإصلاح من جديد ، وندرس خطوات الدعوة من جديد .
أي نور من وهج الشموس الربانية أشعله النبي الكريم في قلوب صحابته فأشرقت وأضاءت بعد ظلمة و ديجور ؟ وأي ماء من فيض الحياة الروحية أفاضه عليها فاهتزت وربت ونمت فيها الأزاهير وأورقت بالوجدانيات والمشاعر وترعرعت فيها العواطف والضمائر ؟! .
ويقول البنا ( بتصرف واختصار ) : قذف الرسول في قلوب أصحابه بثلاثة أشياء :
الإيمان بعظمة الرسالة ــــــــــــ الاعتزاز باعتناقها ـــــــــــ الأمل في تأييد الله إياها .
* والرسول – صلى الله عليه – وسلم – يدعو عبد الله بن عمر ليتزود من قيام الليل : ( نعم الرجل عبد الله بن عمر لو كان يقوم الليل ) .
* وعباد بن بشر يقوم الليل بسورة الكهف , وهو يحرس المسلمين , وينزع السهام من كتفه , ويكره أن يقطع الصلاة التي استغرق معها بكل مشاعره وكيانه . ولولا خوفه على الرسول - عليه السلام - والصحابة ما قطع الصلاة .
2 - علو المنزلة وتقريب النصر :
مما لا شك فيه أن موازين القوى ستتغير لصالح المؤمنين , وتنصرهم الملائكة , وكلما ازداد إيمانهم جاءهم المدد
والمعلوم أن الأمم الأخرى تنتصر بالتقدم المادي ونحن ننتصر بالإيمان وبقوة الصلة بالله أولا مع عدم إغفال النواحي العلمية والمادية .
وإذا سألت عن الصدر الأول , لماذا انتصروا وسادوا ؟ .
جاءك الجواب : كان فيهم أبو بكر إيمانه يعدل إيمان الأمة , وساق عبد الله بن مسعود الدقيقة أثقل في الميزان من جبل أحد , وأبو عبيدة أمين الأمة , والمبشرون العشرة بالجنة , ولم يكن على الأرض أصدق لهجة من أبي ذر , ومن أنفق كل ماله مثل أبي بكر , وعبد الرحمن بن عوف , ومن أنفق نصف ماله كعمر الفاروق , ومن جهز جيش العسرة , واشترى بئر رومة للمسلمين وهو عثمان , وصهيب الذي ترك ثروته في مكة ولحق بالنبي – صلى الله عليه وسلم – رضي الله عنهم جميعًا .
وقادة الجيوش مثل علي بن أبي طالب والقعقاع , والزبير وعبادة بن الصامت , وعمرو بن العاص , وعكرمة , وأسامة , وسيف الله المسلول .
وفي باب العلم زيد بن ثابت ومعاذ وعبد الله بن عباس , رضي الله عنهم .
ولما نزل قوله تعالى في سورة الأنفال ( الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)) . فلم يكن الضعف نتيجة نقص العدد , كلا , ولكنه نقص الإيمان .
والأمة اليوم في وفرة وفيرة من العدد , ولكننا في قمة الضعف . وفي الحديث : ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق ٍ كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . قيل : يارسول الله ! فمن قلة ٍ يومئذ ٍ ؟
قال : لا , ولكنكم غثاء كغثاء السيل . يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب عدوكم , لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت ) تخريج السيوطي عن ثوبان – رضي الله عنه . وفي صحيح الجامع عند الألباني رقم 8183.
بمعنى أن الأمة لو وضعت في الميزان فلن تحركه ! .
والفاروق عمر يودع سعد بن أبي وقاص – عندما توجه لفتح بلاد فارس – بمثل بهذه الكلمات : يا سعد لا يغرنك أن قيل خال رسول الله , ليس بين الله وبين أحد ٍ نسب إلا بطاعته , وانظر ماكان يفعل رسول الله فافعل مثله وأوصيك أنت ومن معك بتقوى الله , إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده .
ويوم الخندق , بذل المسلمون جهدهم , وفعلوا ما في طاقتهم , فأتاهم النصر المبين , و هزم الله الأحزاب وحده . وكان يومًا مشهودًا في التاريخ .
وعن أثر الإيمان والعمل الصالح :
( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ؛ قال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قيلهما أهلا ولا مالا ... فانفرجت الصخرة فحرجوا يمشون ) .تخريج السيوطي عن ابن عمر – رضي الله عنهما – تحقيق الألباني حديث رقم : 1504 في صحيح الجامع .
* ومحمد الفاتح تربى على العلم والصلاح , والتقوى وأسباب الفلاح ؛ ففتح الله به مئتي مدينة , على رأسها القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية , والتي سماها ( إسلام بول ) أي مدينة الإسلام .
3 – تنمية الوازع الداخلي .
أو تربية الضمير , أو إيجاد الشرطي داخل النفس , يقف لك بالمرصاد كلما أخطأت أوقفك ونبهك وأحيانًا يجلدك .
وهذا أبو بكر الصديق يقيء ما أكل لما علم أن غلامه تكهن بهذا الطعام , وقال : لو أني أعلم أنه لا يخرج إلا بخروج نفسي لأخرجته .
وقصة ماعز والغامدية خير دليل . فلو أنهم تابوا لتاب الله عليهم وسترهم , بدلا من أن يصروا على إقامة الحد عليهم ؛ ولكنه الضمير الحي اليقظان يأبى ذلك , فلا بد من عقاب شديد صارم لهذه النفس ! .
والمسلم يعد أخاه ولا يفي ولا يجد في نفسه لومًا ولا تقريعًا ؛ لأن الشرطي عنده نائم وله شخير ! .
ومثله من يستعير منك كتابًا , ويمر على وعده شهور . وآخر يؤخر سداد الدين , ولا يكلف نفسه أن يعتذر أو يطلب المهلة . ويتأخر الداعية عن موعده مع المدعوين ولا يحترم وقتهم ولا يكلف نفسه أن يقدم عذرًا .
وآخر يقول تأخرت .. كان عندي أشغال ومصالح , وواقع الأمر أنها ليست مهمة .
إن ثمرة العبادة الصحيحة والطاعة الخاشعة هي التي توجد الوازع القوي والضمير الحي داخل الإنسان
ولكن هذه الثمرة تتفاوت ؛ فقد تكون الأعمال قليلة ونتيجتها ضخمة , وقد تكون كثيرة وثمرتها ضعيفة .
ومثال ذلك : التابعون كانوا أكثر من الصحابة في العبادات والطاعات , ولكنهم كانوا يرون بعض الذنوب كأنها الذباب يقع على وجوههم . في حين كانت هي نفس الذنونب عند الصحابة يعدونها كالجبال .
فالفرق بين التابعين والصحابة كالفرق بين حجم الذبابة وحجم الجبال .
ويزور أمير المؤمنين الفاروق والي الشام معاوية , فيجده في حلل ٍ بهية وملابس وضيئة , فيسأله فيجيب : بأننا نحكم أقوامًا تعودوا على ذلك من أيام الروم . فيقول : أنت وربك !! .
وجاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يشكو إليه مملوكين , يخونانه ويكذبانه , ولكنه يضربهما . فيخبره بالموازين القسط يوم القيامة . فيتنحى الرجل يفكر ثم يبكي , ولبث وقتا ثم قال : يارسول الله ما أجد مع هذين إلا مفارقتهما , فهما من الأحرار .
* وقصة أبي لبابة , الصحابي الجليل رضي الله عنه , وقصة الثلاثة الذين خلفوا .
هذا الإيمان الحي , والضمير القوي نتيجة طبيعية للمطيعين المستجيبين لله ورسوله .
4 – والتربية الإيمانية ضرورية لمضاعفة الإنتاج الدعوي :
إن الإيمان والطاعة يجعلان المرء مقبولا عند الله , وإذا أحبه الله يحبه جبريل ويحبه أهل السماء , ويوضع له القبول في الأرض .
وإذا كنت مقبولا بين الناس , بين المدعوين ؛ فقد اختصرت مسافات كبيرة , ونحيت مصاعب كثيرة , وصارت دعوتك تسير على قدم وساق .
وهذا سبيل الذين يسارعون في الخيرات , بل هم السابقون فيها :
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) المؤمنون .
وهم لا يتقاعسون عن الجهاد ولا يتعللون بأسباب ليتخلفوا :
( لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) التوبة .
ويوم مؤتة يقابل الأبناء آباءهم بالحجارة , وينادونهم يا فرار . وخرج النبي – صلى الله عليه وسلم – وعالج الموقف قائلا : ليسوا فرارا , بل كرار .
والحقيقة أنهم انحازوا إلى فئة .
ولكن الشاهد هنا هؤلاء الأبناء الذين غاب عنهم آباؤهم هذه المدة كيف قابلوهم بعدها !
والسبب أنهم لم ينتصروا- من وجهة نظرهم - ولم يتبعوا أعداءهم ويقضوا عليهم .
وكان سلمة بن الحجاج لا يصلي في المسجد حياء من الناس بعد يوم مؤتة .
مع أن الأمر من الناحية الفقهية سليم تمامًا . بل أن خالد بن الوليد شُرف بلقب سيف الله المسلول في هذه المعركة , عندما استل الجيش وعاد به إلى المدينة .
* وقصة الإمام البنا مشهورة : عندما يخرج من القاهرة عصر الخميس , ويطوف بالمنيا ومنفلوط وأسيوط وسوهاج , محاضرًا , ثم يعود يوم السبت صباحًَا إلى عمله بالقاهرة .
5 – وضوح الغاية والهدف بطريقة مستمرة :
فكل همك أن يراك الله حيث أمرك , ويفتقدك حيث نهاك .
وعندما أرسل سعد ربعي بن عامر إلى رستم سأله : لماذا جئتم إلينا ؟ قال : إن الله ابتثعنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده .
إن دعوتنا هي دعوة الإنقاذ والبعث وهذا فهمنا لدعوتنا ويجب أن يتجذر في نفوسنا .
ولذلك أعلنها خبيب بن عدي عندما كانوا يعدونه للقتل في مكة :
ولا أبالي حين أقتل مسلمًا على أي جنب ٍ كان في الله مصرعي
وأنس بن النضر يقابل سعد بن معاذ يوم أحد وكأنه الأسد الهصور : يا سعد : الجنة من خلف أحد . فيقول سعد : فما استطعت ما فعل . أي لم أستطع أن أصف ما فعل .
* ولما قابل أنس بن النضر الصحابة وهم يسرعون نحو المدينة – يوم أحد عندما أشيع أن رسول الله قتل – قال عودوا فموتوا على ما مات عليه !! .
إنه يعرف هدفه , إنها الجنة مقصده ومبتغاه , والإيمان يخدمه , ويسوقه إلى حيث يريد .
والمخلص منا من يهمه حضور اللقاء , قائلا : قد يغفر الله لي به . وإن تغيبت قد أكون منافقًا .
إن هدفي هو إقامة الخلافة الإسلامية , وأستاذية العالم , والغاية من ذلك : إرضاء الله , فلا أدخر وسعَا , ولا أضن بطاقة , أستطيع أن أقدمها في سبيل الله .
6 – تقليل المشاكل أو حلها وتقليل التعلق بالدنيا :
كلما قل الإيمان ارتفع سقف الطموح في الدنيا ومن ثم يبدأ الترخص , من باب ( سيغفر لنا ) .
فهذا يصلي في البيت , ويقل سعيه إلى المسجد . وذاك يضيع وقته بغير فائدة , وذاك يثرثر فيما يضر
وينفع , يخلط من هذا على ذاك .
والذي يقصر في صلاة الفجر , فنوقظه بالتليفون , أو يوقظه زميله , ليس هذا هو الحل القاطع .
إنما الحل أن يحركه قلبه وضميره , والثواب والعقاب .
وقد حدثوا أن بعض الإخوة أعلنوا جائزة ( رحلة عمرة ) لمن يصلى الفجر جماعة أربعين يومًا متصلة .
والذي تم أن الكثير منهم قصر في صلاة الفجر في اليوم الثاني والأربعين وما بعده , ولم يحدث التغيير المطلوب . فليست الجائزة , ولا الإيقاظ بالتليفون هو الحل النهائي .
وعمر يستقيل من القضاء بعد عام . ويقول له الصديق : أمن مشقة القضاء تريد أن تستقيل ؟ .
قال : لا حاجة لي في القضاء بين هؤلاء المؤمنين .
إنهم يتزاورون , ويتكافلون , ويتسامحون , ويعفو بعضهم عن بعض . إذن لا مشاكل , ولا حاجة للقاضي .
وقالوا : إذا أنصف الناس استراح القاضي .
حتى لو حدثت مشاكل , فإنها سرعان ما تنتهي .
ويوم أن تنازعوا في الأنفال , نزل القرآن يعالج الأمر على الفور .
( قل الأنفال لله والرسول ) . فصادر القرآن الأنفال .
وبدأ العتاب , وذكرهم بأنهم خرجوا بدون رغبة . وأن النصر كان من عند الله , وجاء في السورة الكريمة , وإذ .. وإذ .. اثنتي عشرة مرة تقريبًا . حتى إذا علموا أن النصر لم يكن من عندهم , وأن الغلبة كانت من الله , واستقر ذلك في الصدور ؛ نزل قول الله تعالى : ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ....)
والمشاكل أنواع منها :
مشاكل سلوكية , جبلية , نفسية .
فالأولى مثالها : كثرة مشاهدة التلفاز وبرامجه ومنها مايكون غير مقبول شرعًا , ومنها مايكون مكروهًا . والتساهل , والغفلة , وخلف الوعد , ونحو ذلك . والإيمان جدير بأن يقضي على مثل هذه المشاكل . وتلك تمثل معظم مشاكلنا .
والجبلية : جبل عليها ونشأ فيها , واعتاد عليها , وصارت خلقًا له .
فمن ينشأ في أسرة بخيلة , تحرص على القرش فإنهم يربونه هكذا : يابني هذا مصروفك , ولو أبقيته لكان خيرًا لك , فالقرش الأبيض ينفع في اليوم ...
ولو أنك مشيت هذه المسافة ولم تركب ووفرت الأجرة ..., احرص على ملابس هذا العام لتنفعك العام القادم .. وهكذا معظم تصرفاتهم . فكيف ينشأ غلامهم هذا ؟ .
وحدثوا أن أخًا ملتزمًا يثقل عليه إخراج الزكاة , فقال لإخوانه إذا حان وقت إخراجها , فكتفوني وخذوها مني . فلما فعلوا به ذلك استغاث بهم من شدة القيد وصاح : دعوني دعوني فلم يأبهوا له . وبعد أن أخذوا منه المال , قال لهم وهم يخرجون : جزاكم الله خيرًا !! .
النفسية : مثالها الكبر , وتسفيه آراء الآخرين , ويفخر على العباد بما أنعم الله عليه , يقدس ذاته , ويعيد نفسه . لا شك أنه يحتاج من يوقظه , ويهزه هزًا حتى ينيب إلى رشده , ويؤوب إلى مولاه .
وعكرمة بن أبي جهل , يهرب يوم فتح مكة , لم يتحمل هذه الصاعقة التي حلت بهم لأن الذين كانوا يستضعفون في الأرض عادوا لتدين لهم مكة , ورجال مكة !! ولكن الله أرد به خيرًا , وصار جنديًا عظيمًا من جنود الله .
وهذا الصنف لو كان بيننا - وهو قليل - فقد يكون علاجه أن يقع في ذنب ٍ ويستيقظ ضميره , وتهزه مشاعره , ويعلم حينها أن ما أنعم الله به عليه و أن نجاحه الذي أبرزه , وتفوقه الذي أظهره ؛ لم يكن من عنده وإنما كان بعون الله وسنده ؛ فيعود نادما آسفا تائبا شاكرا لله على عودته .
وحدثوا أن رجلا ناجحًا متفوقًا غنيا وسيما تقدم لفتاة , فرأت فيه فارس أحلامها .
فلما انتقلت إليه وجدته معجبا برأيه , لا يقبل نقدا , ولا يطيق نصحًا , كل أمر يُبرمه لا يقبل النقاش , ويلزم التنفيذ فورا . فلا أحد يراجعه في مشكلة وقعت , ولا يعاتبه في غلطة حدثت !! .
وفي النهاية لم تجد بدًا من الطلاق لتعتق نفسها من هذه العبودية .
فكيف يصلح مثل هذا في صفوف الدعاة ؟ .
* وسيدنا أبو ذر , يزوره الناس فيقولون له : أين متاعك ؟ أين أثاث بيتك ؟ فيقول : إن لنا دارًًا أخرى نجهزها .
* ورأوا عبد الرحمن بن عوف في المنام , وهو في نعيم لا يوصف , فرأى الرائي في الأفق منازل عالية تأخذ القلوب , وتبهر العيون , قال لمن هذه ؟ قال : لأبي الدرداء ؛ لأنه كان يدفع الدنيا بصدره وراحتيه .
7 – اتخاذ القرارت الصعبة .
- في أشد المواقف يظهر الرجال أصحاب الإيمان الراسخ , كأنهم الجبال أمام العواصف . فهذا أبوبكر الصديق – رضي الله عنه – يقول قولته المدوية , وستظل مدوية , عندما ارتد الناس ومنعوا الزكاة : أينقص الإسلام وأنا حي ٌ ؟ . ولم يستطع أن يثنيه أحد من الصحابة , حتى الفاروق .
وعقد اللواء لأحد عشر جيشًا , وكان هو على رأس جيش ٍ منهم في المدينة عندما تصدى لسجاح التي ادعت النبوة .
وأرسل جيش أسامة إلى الروم في نفس الوقت , رغم اعتراض وتحفظ بعض الصحابة .
حيث قالوا كيف نحارب المرتدين والروم في آن ٍ واحد ؟ .
وأصر على أن يكون أسامة قائدًا للجيش رغم حداثة سنه قائلا للفاروق : أيعينه رسول الله , ويعزله ابن أبي قحافة ؟ !.
وهو الذي قضي على الاضطراب الذي أصاب المسلمين عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم - عندما صعد المنبر وقال : أيها الناس : من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت . وقرأ قول الله عز وجل في سورة آل عمران : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144).
* ويعطي الراية لخالد بن سعيدبن العاص , فيراجعه عمر قائلا : إنه لم يبايعك . ويظل به الفاروق حتى أقنعه بنزعها منه , فذهب إليه الصديق وطلب منه الراية فقال خالد : والله ما فرحنا بها ولا حزنا على فقدها , ولكن لست أنت الملوم !! .
* - والفاروق عمر يعزل سيف الله المسلول ؛ مخافة الفتنة عليه وعلى المسلمين .
ويرسل إلى عمروبن العاص وابنه ليقتص للمصري وهو شاهد أمامه .
وأبو موسى الأشعري يقسم العطايا في العراق , فقال له رجل : ما عدلت . فأمر أبو موسى بحلق شعره أمام الناس . فذهب الرجل بشعره إلى الفاروق في المدينة , ونثره بين يديه . فأمر الفاروق أبا موسى أن يستدعي الحلاق ليحلق له أمام الناس كما فعل بالرجل . فاستعبر أبو موسى ندمًا على ما فعل , ودعا الحلاق أما الناس فعفا الرجل بعد أن تيقن من حقه .
وبينما كان الفاروق يخطب إذا به يتوقف , ويقول : أيها الناس إن فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة . إني أخرجت ريحًا.. وذهب فتوضأ ثم عاد .
8 – لإقناع الآخرين والتأثير فيهم .
* وخير مثال على ذلك : مصعب بن عمير في المدينة , وقد أسلمت على يديه . وأبو ذر يأتي إلى المدينة ومعه غفار وأسلم . والطفيل يأتي ومعه قبيلة دوس .
فالداعية إذا كان متوهجًا ممتلئا بالإيمان فإنه يفيض على مَن حوله , وينشر هديه فيهم .
فالقدوة إمامة بلا إمارة ؛ فقد قالوا عن الحسن البصري : هو أغنى الناس , احتاج الناس إلى علمه واستغنى هو عن دنياهم
ويدور في النفس سؤال : أين الرجال الذين أنتجتهم تربيتنا ؟ بل أين الأفذاذ الذين يقودون هذه الأمة للتغيير ؟ .
لاننتظر أن يكون عددهم على أصابع اليد , ولكن نريد على رأس كل مئة رجلا بهمة الرجال , وإذا كانت هذه الكثرة لا تنتج هذا النوع على قلته ؛ فلنعد إذن لتربية أنفسنا من جديد . إن الحمل كبير وإن العبء ثقيل , وليس ثمة وقت نضيعه ؛ فالعدو يطلبنا , والله كلفنا , والبيعة في أعناقنا , والأمة ممزقة ! .
9 - لحسن مواجهة المحن والعقبات .
فالمؤمن يتعامل مع أحداث الحياة في السراء والضراء بصورة صحيحة : إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له .
* والرسول – صلى الله عليه وسلم – يعيش في مكة ثلاث عشرة سنة , أوذي هو وأصحابه , وحوصروا في شعب أبي طالب , ولقي ما لقي من أهل الطائف , وأصحابه هاجروا إلى الحبشة .
ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – واجه هذه الأحداث بثبات , واستثمر كل الأحداث لثبيت المؤمنين , والقرآن الكريم ينزل ينقل المؤمنين خطوة بخطوة .
ويوم حمراء الأسد جاء خبر تجمع قريش للهجوم على المسلمين , فزادهم إيمانًا (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ( 173فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) آل عمران .
10 – المتعة واللذة الحقيقية والرضا .
لذة الإيمان تدوم لأن ثوابها باق ٍ , ولها ثواب عاجل , وهو الشعور بالقرب من الله , والحياة في كنفه ورضاه . وفي الحديث الشريف : عن أنس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) .
حيث شبه – صلى الله عليه وسلم – الإيمان بالعسل ونحوه بجامع الاستلذاذ وميل القلب .
وفي رسالة المؤتمر الخامس من كتاب الرسائل للإمام البنا :
إن السعادة التي ينشدها الناس جميعًا إنما تفيض عليهم من نفوسهم وقلوبهم , ولا تأتيهم من خارج هذه القلوب أبدًا , وإن الشقاء الذي يحيط بهم ويهربون منه أنما يصيبهم بهذه النفوس والقلوب كذلك , وإن القرآن الكريم يؤيد هذا المعنى ويوضحه , ذلك قول الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما أنفسهم ) ( الرعد : 11 ) .
وما رأيت كلامًا أعمق في فلسفة الاجتماع من قول ذلك :
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
* إن مما روي أن نبي الله موسى عليه السلام مر على مملوك يعمل عند سيده في عمل شاق فسأله : كيف حالك ؟ قال : الحمد لله كله يزول . ثم يمر عليه فيما بعد فيجده يجر الساقية لإخراج الماء فيسأله نفس السؤال , فقال : كله يزول . فتعجب نبي الله موسى عليه السلام . ثم مر عليه بعد ذلك فوجده في القصر وقد مات السيد وصار هو السيد , فقال له : كيف حالك ؟ فأجاب نفس الإجابة : كله يزول . ثم رآه في المنام بعد موته , فسأله النبي , فقال أنا في نعيم لا يزول !! .
وحدث أن ابتلي أخ مؤمن في بدنه , وساح في الأرض هنا وهناك لطلب العلاج والاستشفاء .
فلما أعياه أمره , لجأ إلى الله , فوجد راحة كان يفقدها وأنسًا كان منه محرومًا .
فتمثل بقول القائل : يارب : ماذا فقد من وجدك , وماذا وجد من فقدك ؟ !! .
فنجاه الله من بلائه . فما أحب اللجوء إلى الله وما ألذ الركون إليه. وكل سند يحول ويزول إلا سند الله , والله خير وأبقى .
الواجب النظري : إيجاد عشرة أمثلة للنقاط العشرة السابقة .
قراءة رسالة دعوتنا في طور جديــــــــــد .
الو اجب العملي : استمرار الواجب السابق , وهو الإلحاح على الله بالدعاء لتكون نموذجًا قرآنيًا عمليًا .
ملاحظة : كتاب حياة الصحابة به عشرات الأمثلة حول هذا الدرس.
وعلى الله قصد السبيل






امتحان الدرس الثاني

الامتحان الأول ( في الدورة الإيمانية ) .

جاء في مقدمة رسالة إلى أي شيء ندعو الناس :
فهل عمل المسلمون بما في القرآن ؟ إن انتهينا من بحثنا أنهم كذلك فقد وصلنا معا إلى الغاية , و إن تكشف البحث عن بعدهم عن طريق القرآن و إهمالهم لتعاليمه وأوامره فاعلم أن مهمتنا أن نعود بأنفسنا و بمن تبعنا إلى هذا السبيل
.

1 – لماذا بدأنا الدورة الإيمانية بالحديث عن محبة الله – سبحانه - لعباده ؟ .

2 – ما مظاهر حب الله تعالى لعباده كما فهمت من المحاضرة الأولى ؟ .

3 – أمة الإسلام معها الدواء والشفاء للبشرية وهي الأمة المكلفة بهداية الناس

إلى الله . اشرح ذلك بمثال من عندك .

4 – مهمتنا مهمة تغييرية تربوية , بمعنى : تربية الناس , ووضعهم في .........

أن يراهم فيه .

5 - ومتى تكون حركة الأفراد نافعة لهم ؟ .

6- ما المقصود بما يأتي :

- نريد صاحب الدعوة لا موظف الدعوة ؟ .

- نريد ابن الدعوة بالنسب ولا نريد ابن الدعوة بالتبني ؟ .

7 – ( ضع علامة صح أو خطأ ) :

8 المقصود بالتكامل التربوي هو :

- التربية المعرفية ( العقلية ) - الإيمانية – النفسية – الحركية .

- والمقصود بالتربية النفسية : علاجها من العجب والرياء والحقد والحسد .