الاثنين، 15 يونيو 2009

المناجاة بالنعم ........ الدرس السادس
أوصي كل فرد أن يذكر أفضل ما يراه من نعم عليه ثم يبدأ بشكر الله -  - عليها .
نحو :
يارب لك الحمد على نعمة الإسلام . يارب لو لم أكن مسلمًا لكان مصيري الكفر والنار , والخسران والبوار , وسوء الحال في الدنيا والآخرة .
يارب كانت نعمة الإسلام محض فضل منك .. سبحانك .. فكيف أشكرك على أعظم نعمة تفضلت بها عليّ من غير أن أسألك إياها !!
جعلتني من خير أمة أخرجت للناس , ندعو إلى الخير و نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله .
الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة وتزيد , والسيئة بمثلها وتعفو .
جعلتني من أتباع خاتم الأنبياء والمرسلين , في أمة تمنى الأنبياء أن يكونوا أتباعًا فيها .
يارب .. ما سألتك شيئًا إلا أعطيتني , وما استعذت بك من شيء إلا أعذتني , وما كرهت شيئا إلا منه حفظتني ..
فليس لي حاجة لأحد إلا إليك , ولا أستند إلا إليك ولا أتوكل إلا عليك ولا أحب إلا أنت .
حبي لك .. ربي .. لا يتغير , و لا يقل لأن نعمك عليّ لا تنقص , ومعيتك لي بها أعيش وأحيا .
على العباد تتفضل , وإليهم تتودد .. وأنت الغنيّ عني وعن العالمين ! .
لم تعاجلني بالعقوبة يومًا وأنا المذنب المخطئ كل يوم . أي رحمة وأي عفو تعامل به عبادك ؟!
سبحانك .. حقا أنت الرحمن الرحيم .
ثم تقبلني في صفوف المؤمنين , وإذا تبتُ فرحتَ بتوبتي .
كيف لا يحبك عبادك بعد هذا , أي جانب ألين من جانبك , أي عطف أندى من عطفك , أي حب أسمى من حبك لعبادك ؟!
سبحانك .. أنت الغفور الودود , وأنت الرحمن الرحيم , وأنت العفو الكريم .
كتبتَ على نفسك الرحمة .
تحلم وتستر ثم تتوب علينا وتغفر , تقبل التائبين , وتمهل الغافلين ..
قلتَ وقولك الحق : ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هوالغفور الرحيم ) الزمر .
فإن تابوا إلي فأنا حبيبهم .... الحديث القدسي .
( فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا ) الجن . ( من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلحيينه حياة طيبة ولجزينهم
أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل .
رزقك كثير , وعفوك كبير , وحلمك وفير .
يارب .. نعمك كثيرة فكيف أحصيها ؟ وأفضالك عديدة فكيف أشكرها ؟ .
اللهم ارزقني عمرًا طويلا في طاعتك , في الأنس بك , في القرب منك .اللهم لا تمتني وعليّ حق لأحد من عبادك . فلا
يكون لأحد حق عليّ إلا أنت ؛ وأنت سبحانك تحلم وتعفو .
هكذا أدعو , وهكذا أرجو ؛ لأنك – سبحانك - أطمعتني .
طريق الولوج إليك مسموح , وباب التوبة عندك مفتوح , فإذا حضر العبد في رحابك نال العفو و الصفح , والحب والرضا .
اللهم ارزقني عملا صالحا ترضى به عني . اللهم ارزقني رضاك , اللهم ارزقني رضاك , اللهم ارزقني رضاك .
أخاف أن أحرم الحب والقرب والطاعة ... بمعصيتي ... بضعف همتي ..بسوء نيتي .
فلا تتركني يارب لنفسي ولا تكلني إلا إليك .
ولكن عبدك مذنب , مقصر , غافل , وقلما يصحو , فيستشعر فضلك العظيم وفيضك العميم فلا يجد ما
يشكرك به إلا أن يعترف بأنك سبحانك من أيقظته , ورددته , وأعنته .
وليس في يدي شيء أقدمه إلا أنني أعتز بأني عبد لك ....
ليس في يدي شيء أقدمه إلا أن أفخر بأنك ربي . نعم أفخر بأنك ربي الكريم الرحيم , الجليل العظيم , مالك الملك , مدبر الأمر , إليك مرجع كل شيء ومصير كل شيء .
لك الحمد على ما أعلم من النعم ولك الشكر على ما لا أعلم .
أسألك يارب .. يا أرحم الراحمين : أن تجعلني شاكرًا لك ذاكرًا لك ما حييت .
اجعلني في صفوف المحبين , اللهم ارزقني محبتك , وتفضل عليّ بالقرب منك .
اللهم إني أعوذ بك من ذنب يحرمني من الحب والقرب .
قلبي يريد أن يشكرك فهو مملوء يالتقدير لك والشغف بك وكاد يفيض من جوانبي , فخذ بيدي إلى مقام الشكر في رحابك .
اللهم اجعلني أعبدك ولا اقصر , وأذكرك ولا أنساك , وأتوب إليك من كل ذنب حتى لا أبتعد عنك .
لقد خلقتني لأعرفك , فضللتُ الطريق فأخذتني إلى طريق التوبة .
فخذني إلى رحاب طاعتك وحبك
لأشكرك كثيرًا .
يارب .. ماذا يفوتنا من الدنيا إذا كنت لنا حظًا ؟ وماذا يضرنا من عادانا إذا كنت لنا سلمًا ؟ .
فاجعل يارب الانشغال بك قوت قلوبنا , وزاد نفوسنا , وذهاب همومنا , وجلاء أحزاننا , ونور أبصارنا
و طهر نفوسنا حتى نؤثر جوارك على جوار من سواك .
اللهم اكشف عن بصائرنا حجب الشوق إليك , لا يقدر على ذلك إلا أنت .
تكفيني هذه اللحظات التي مننت علي بها في مناجاتك لأقر بأنني أعجز عن شكر نعمائك وحصر أفضالك .
تتفضل على المذنبين , وتقبل جوار المخطئين , فماذا تفعل مع المطيعين ؟ يا كريم ..., يا ودود ...
لك العتبى حتى ترضي , لك العتبى حتى ترضي , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
تأسف نفسي , ويخفق قلبي , وتستحيي عيني , حين أذكر نعمك ثم أذكر ذنوبي .
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ماستطعت أعوذك بك من شر ما
صنعت , أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي , فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . اللهم صل وسلم
وبارك على محمد وعلى آل محمد , كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .



ليست هناك تعليقات: