الثلاثاء، 2 يونيو 2009

أسماء الله الحسنى وضوابطها

{ معرفة أسماء الله الحسنى وضوابطها }
من أكبر موضوعات القرآن وجوانب هدايته : التعرف على الله عز وجل , وذلك من خلال ما أخبرنا به سبحانه وتعالى من أسمائه وصفاته .
ومن خلال أفعاله – سبحانه - المبثوثة في الكون .
لذلك كان من الأهمية بمكان معرفة أسماء الله الحسنة وضوابطها .
وإليك عرضًا مختصرًا لهذه الضوابط من كتاب أسماء الله وصفاته للدكتور عمر سليمان الأشقر , ورسالة العقائد للإمام حسن البنا رحمه الله .
1) هذه الأسماء التسعة والتسعون الواردة في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -والمشهور على الألسنة , ليست كل ما ورد في هذا الباب .
فقد جاء في الحديث من رواية أخرى : الحنان , المنان , البديع .
وأيضًا : المغيث , الكفيل , ذو الطول , ذو المعارج , ذو الفضل , الخلاّق .
2) أسماء الله توقيفية , ويقتصر في عدها على الكتاب والسنة . فلا يجوز أن يُسمّى الحق تعالى بما لم يسم به نفسه , أو لم يخبر الرسول – صلى الله عليه وسلم – به .
3) لا يجوز أن يشتق لله أسماء من صفاته وأفعاله التي وردت في الكتاب والسنة , فلا يقال من أسمائه المطعم أو الساقي أخذًا من قوله تعالى : { والذي هو يطعمني ويسقين } .
4) لا يجوز أن يسمى الحق تبارك وتعالى بالأسماء التي تشعر بالذم أو توهم النقص . فلا يقال : ماهد , فالق , زارع . لا يجوز إطلاق هذه المسميات ولا حتى على سبيل المقابلة .
5) لا يخرج من أسماء الله - مااقترب معناه وتغاير لفظه نحو : الرحمن الرحيم , والقادر والمقتدر والقدير فكلها أسماء مستقلة كما وردت في ا لكتاب والسنة .
6) ثمة أسماء حسنى لا يجوز إطلاقها على الحق سبحانه وتعالى إلا مقترنة بغيرها . ومن هذه الأسماء : المذل , الضار , المنتقم , المانع . فلا يجوز أن يُثــنَى على الله بمجرد الإذلال والإضرار , والانتقام والمنع . والصواب أن يقال : المعز المذل , الضار النافع , العفو المنتقم , المعطي المانع . فالكمال لرب العالمين يتحقق في اقتران كل اسم بما يقابله .
7) تنزيه البارئ سبحانه وتعالى عن التشبيه والتمثيل وكل صفات النقص مصداقًا لقوله تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .الشورى 11 .وقوله تعالى : ( ولا يحيطون به علمًا ) طه 110 . وهذا ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة . فلا شبيه للحق تعالى في صفاته ولا في أفعاله ولا في ذاته .
8) إجراء الصفات على ظاهرها وهذا مذهب السلف في أسماء الله وصفاته فهم يجرونها على ظاهرها موقنين بأن المعنى الظاهر من هذه الأسماء والصفات هو معنى حقيقي يليق بجلال الله وكماله , ولا يمكن أن يشبه هذه المعنى صفات المخلوقين .
9) ترك البحث في حقيقة الذات الإلهية والصفات التي تستحقها . فإذا كانت الذات الإلهية لا يعلم كنهها ولا حقيقتها ؛ فكذلك الصفات . وقد نهى الرسول – صلى الله عليه وسلم - عن التفكر في ذات الله وأمر بالتفكر في المخلوقات . ففي الحديث : { تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذاته } .صحيح الجامع الصغير ( 2976 ) .
فهذه الضوابط وغيرها مما ذكره العلماء – لا يسعنا إلا الالتزام بها عندما نتعرف على الله تعالى من القرآن .
ولا يخطئ من يقول : بأن من تدبر القرآن وأقبل عليه بفطرة سليمة وبدون تصورات سابقة من آراء المتكلمين فلن يحتاج إلى هذه الضوابط ؛ لأنه سيعلمها ببساطة من القرآن .
يقول ابن القيم – رحمه الله – وأنت إذا تدبرت القرآن وسموت به عن التحريف ولم تحكم عليه بآراء المتكلمين وأفكار المتكلفين , إذا تسنى لك ذلك – أشهدك القرآن ملكًا قيومًا فوق سمواته على عرشه , يدبر أمر عباده , يأمر وينهى , يرسل الرسل , وينزل الكتب , يرضي ويغضب , ويثيب وبعاقب , ويعطي ويمنع , وعز ويذل , ويخفض ويرفع , يرى من فوق السبع ويسمع .
بعلم السر والعلانية , فعال لما يريد , موصوف بكل كمال , منزه عن كل عيب .
لا تتحرك ذرة فما فوقها إلا بإذنه , ولا تسقط ورقة إلا بعلمه . ليس لعباده من دونه ولي ولا شفيع .{ الفوائد ص 93 } .

ليست هناك تعليقات: