بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد ...
القرآن كله حقائق ، وكله موازين وقيم .
والمؤمن لا يعرف كل هذه الحقائق والموازين .
· فهو في حاجة إلى مزيد من المعرفة عن حقائق الكون والحياة والدنيا والآخرة ، وخلق الأرض والبحار والجبال والسموات ، وخلق الإنسان والكائنات ، وحقيقة النفس الإنسانية ، خاصة وأن هناك أشياء لا نعلمها إلا من القرآن ، كخلق الملائكة والجن ، وأخبار الغيب الماضي من قصص الأنبياء وسير المرسلين ، والغيب المستقبل من أحداث القيامة وما فيها من أخبار .
- كما أن الموازين والقيم والأخلاق والحكم التي يحتوي عليها الوحي الكريم ، لا يستطيع المسلم أن يقيم نفسه عليها كلها ، ولا أن يقيم نفسه على بعضها بسهولة ، وهذا أمر تفنى فيه الأعمار ، وتنقضي فيه السنون .
هذا وذاك يحتم على المؤمن أن يديم تلاوة الكتاب العزيز ، ليزيد من المعرفة والعلم ، ويتربى على قيم الله وموازين القرآن .
- أضف إلى ذلك أن تلاوة القرآن عبادة يثاب عليها القارئ .
-والمرء في حاجة إلى القرآن ، يأوي إلي ظله ويلجأ إلى فيئه من حر الدنيا وقيظ الحياة :
فما أكثر ما يعتري الإنسان فيها من ابتلاء ، وما أكثر ما يقع فيه من عثرات ، وما أكثر مايتعرض له من عقبات .
-والنفس تأسن والقلب يتغير من ملابسة الذنوب وارتكاب الخطايا ، وتلاوة القرآن تقوم النفوس وتصلح القلوب :
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28.
-ومما يزيد الأمر وجوبًا أن الله تعالى مدح المؤمنين الذين يتلون القرآن وضمن لهم كريم الهداية وعظيم الثواب :
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ )البقرة 121 .
-ونحن في حاجة إلى تلاوة القرآن بطريقة مستمرة لأنه يحث على العمل الصالح ويرشد إليه :
{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ }فاطر29 .
-كما أن القرآن يزيد الإيمان :
{وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }التوبة124 .
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2 .
-والقرآن أنزله الله ليذكر الناس بربهم :
{أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }الأنعام90 .
{قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }الأنعام104
{وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ }الأنعام126 .
{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }يوسف 104 .
{هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }إبراهيم52 .
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً }الإسراء41 .
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً }الفرقان50 .
{قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ }يس19.
{وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ }الصافات13 .
{أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ }الزخرف5 .
{كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثرمن 54 إلى 56 .
{أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى }عبس4 .
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى }الأعلى10 .
-والقرآن أرشدنا إلى أدب التلاوة :
أن يقرأ القراءة بتمهل وترتيل ، لكي يحدث التدبر والتأثير .
{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106 .
{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً }الإسراءمن 107 – 109 .
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29 .
-ومن الآداب أننا لا نسأل الناس به شيئا ، وما نريد إلا هدايتهم :
{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }يوسف 104 .
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً }الفرقان .
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ }ص86 .
{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23 .
ــ عن ابن عمر قال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس ) حديث حسن .
والحمد لله أولا وآخرًا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق