الأحد، 7 فبراير 2010

نسمات من صلاة الضحى



هي دعوة للمؤمن الذي يستوحش من بعد الزمن عن ربه الرحيم أن يرجع إليه ويقف بين يديه شاكرًا ذاكرًا ومناجيًا تائبا .
يتصدق بها عن أعضائه ويشكر بها ربه .
ويكون في كفاية ربه من أول النهار إلى آخره .
وقد وجه النبي الكريم – صلى الله عليه و سلم – المؤمنين أن يقرؤوا في صلاة الضحى بسورتي الشمس والضحى .
فما التوجيه الذي يمكن فهمه من خلال قراءة هاتين السورتين الكريمتين ؟ .
في سورة الشمس أطول قسم في القرآن الكريم ، والمقسم عليه : النفس .
( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) .
وتعطي الآيات صورة كريهة لمن دساها وتبين سوء عاقبتهم :
وهم ثمود قوم سيدنا صالح عليه السلام " فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها ) .
وفي سورة الضحى :
أسلوب كله لطف ورقة ونداوة من أول السورة إلى آخرها ؛ وذلك بعد إحساس النبي صلى الله عليه وسلم – بشيء من بطء الوحي عليه ، وهو زاده الكبير في هذا الجو المشحون بالتكذيب والعناد والمكابرة ، وهو في قلة من الأتباع ، وكثرة من العقبات .
وإذا بالسورة تنزل بردًا وسلامًا على قلبه صلى الله عليه وسلم .
تربت على ظهره ، وتمسح على رأسه وتطمئن قلبه ، وتثبت قدمه .
وجاء القسم بأفضل وقتين أنسًا وجمالا : الضحى الرائق الونيس , والليل الهادئ اللطيف .
فالله لم يتركه ولم يجافه ، ولم يتخل عنه .
إنه لم يتخل عنه وهو صغير يتيم ، لا مال له ، حائر لا يعرف كيف يعبد ربه .
فآواه وأغناه وهداه .
أيتخلى عنه اليوم وقد كُلف بالرسالة , وحمل الأمانة ؟ !
وتدعو السورة الكريمة الرسول والمؤمنين إلى إكرام اليتيم والمسكين والسائل والمحروم والتحدث بنعمة الله ، نعمة القرآن والإسلام , والنعمة على إطلاقها .
وهذا هو المردود العملي للعبادات من صلوات وزكوات وصيام ...
وأنت أيها المسلم : ( ما ودعك ربك وماقلى ) . والله تعالى قائم على شئون العباد يدبر أمرهم , ويرعى شأنهم ، في كل صغيرة وكبيرة ، لا يغفل عن حاجتهم ولا ينام .
فالمسلم يخرج من بيته وهو حريص على تزكية نفسه ، وهو نظيف السلوك ، طيب القلب خاصة مع اليتامى و المحرومين .
يخرج وهو يدعو الناس إلى الله ويحدث بنعمة الله .
إنها لتربية نبوية عظيمة , وإرشادات إسلامية نبيلة .
فهنيئا للمؤمنين .
( وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) .

ليست هناك تعليقات: