الأحد، 1 نوفمبر 2009

تدبر القران وتعلمه من جديد

عن تدبر القرآن :

- قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :

- والاستغراق في الحق يضيق المكان أمام الباطل فلا يبقى له متسع يستقر فيه (في معرض الحديث عن القرآن يعالج حالة التعرض للأذى ) .

- كانوا يقرؤون القرآن ويرتفعون إلى مستواه , ونحن نقرأ القرآن ونشده إلى مستوانا .

- د / طه العلواني :

القرآن الكريم كتاب مكنون، وهو يتكشف عبر العصور عن مكنوناته ليستوعب مشكلات وقضايا العصور كلها، وبحسب سقوفها المعرفيَّة وعلى اختلاف أنساقها الثقافيَّة والحضاريَّة، فهو "مصدق مهيمن ومستوعب ومتجاوز"، وفي استيعابه يستطيع أن يستوعب الكون وحركته، والعالم وأزماته وإشكاليّاته، وليقوم القرآن بذلك لابد من "التطهّر والتدبُّر"، فالتطهر الإلهي إعداد وتهيئة للإنسان لمسّ معاني القران .

ولذلك قال جل شأنه: "لا يمسُّه إلا المطهرون"، فهؤلاء هم المؤهلون للعروج إلى علياء القرآن الكريم بسلّم التدبُّر.

- ومع توافر عشرات الألوف من التفاسير بأنواعها التي أشرنا إليها سابقًا، لكن "أهل القرآن" قد وجدوا أن أهم تفسير للقرآن المجيد هو القرآن نفسه فالقرآن يفسِّر بعضه بعضًا، ثم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث إنّه صلوات الله وسلامه عليه وإن لم يؤلف كتابًا في التفسير، لكنه قام بتفعيل وتأويل القرآن في الواقع، واقع "جيل التلقي" فقد كان عليه الصلاة والسلام يتلقى القرآن من لدن حكيم خبير فيتلوه على أصحابه ويأمر الكاتبين أن يكتبوه، ويعلمهم إياه على مكث، ثم يبرز لهم حكمه، ثم يوضح لهم عمليًّا كيفيَّة العمل به ليزكيهم به، فهو صلوات الله وسلامه عليه من علمهم الكتاب والحكمة وزكاهم به .

تعليم القرآن.. من التبرك إلى التحرك

من كتاب : عبدالله الحامد

يقول الشيخ "محمد الغزالي" - رحمه الله-: "المسلمون كانوا يقرأون القرآن فيرتفعون إلى مستواه، أما نحن فنشده إلى مستوانا".

وفي هذا الإطار يأتي كتاب "تعليم القرآن الكريم" لمؤلفه "أبو بلال عبد الله الحامد"، كمحاولة للارتفاع إلى مستوى هذا الكتاب الحكيم، وإذا كان اسم الكتاب قد لا يُغري البعض بالإقبال عليه؛ ظنًّا أن الكاتب سيعالج الموضوع بطريقة تقليدية غير عصرية، فإن مطالعة فهرست الكتاب، وعناوين مقالاته الـ(28)، والطريقة غير التقليدية التي تناول بها الكاتب الموضوع، ستدفع حتما إلى قراءة الكتاب، والتوقف كثيرًا عند معانيه، ومقاصده
.

خاصة وأن القرآن الكريم لا يأخذ مكانه المطلوب في حياتنا، سواء على المستوى العام أم حتى على المستوى الخاص، حتى من بعض المتصدرين للعمل الدعوى والإسلامي، أما جمهور المسلمين، فلك أن تتحدث عن موقع الكتاب الحكيم في حياتهم ولا حرج، حيث صار القرآن كتابًا للتبرك، أو علاج السحر ومس الشيطان، وليس كتابًا للعمل، والتطبيق في الحياة.


وإذا كان الشيخ حسن البنا - رحمه الله- قد تحدث عن عدم تفاعلنا مع القرآن الكريم، بأننا وضعنا مادة عازلة بيننا وبين القرآن، حالت دون انتفاعنا به، مثلما حدث مع تغطية أسلاك الكهرباء بمادة من البلاستيك، حالت دون تأثر الناس بقوة التيار الكهربي رغم مروره في الأسلاك، مما أفقد الكهرباء قوتها التأثيرية.

ومن ثم؛ فإننا إذا أردنا أن نشعر بالقرآن الكريم فمن الضروري أن نُزيل هذه المادة الكئيبة، التي تمنع وصول نور الوحي إلى قلوبنا ومجتمعاتنا، وأن يكون تعاطينا للقرآن مثل تعاطي الصحابة الأوائل الذين كانوا يقرأون القرآن للعمل، وليس للتبرك فقط.

في بداية الكتاب أشار "أبو بلال" إلى أن الحضارة الإسلامية التي انطلقت من القرآن الكريم، استطاعت أن تفتح في ثمانين عامًا ما لم تستطع روما أن تفتحه في خمسمائة عام؛ لأن المسلمين الفاتحين حلَّقوا بجناحي العدل والحرية معًا، فانجذبت لهم الشعوب المقهورة، وكان ذلك دليلا قويًّا على أن عقيدة التوحيد تحقق سعادة الدنيا والآخرة معًا ..

وهنا يطرح سؤالا ضروريًّا، هو أين تكمن المشكلة في تعاملنا مع القرآن الكريم؟، وهل المشكلة في المنهج النظري؟، أم إن الخلل في طريقة التعليم؟ ..

ويؤكد الكاتب أن القرآن هو المُولِّد الحقيقي الذي أنتج الأمة الإسلامية، التي هي خير أمة أخرجت للناس، وأن "محمدًا" - صلى الله عليه وسلم- لم يُبعث إلا رحمةً للعالمين، ومن ثم فإن الخلل يبقى في طريقة التشغيل، أي في طريقة فهم القرآن، أو في طريقة تعليم القرآن، وهذه الطريقة السائدة لا تخلو من ثلاثة احتمالات: إما أن تكون ساهمت في السقوط الحضاري، وإما أنها هادنته، وإما أنها لم تقدم الحلول الكافية ..

وبدأ بنقطة محورية هامة؛ وهي: أن منهاج تعليم القرآن الكريم، لن يكون قرآنيًّا حتى يستوعب شطري العقيدة، وهما:
(
أ) إقامة التوحيد وشئون المناسك
.
(
ب) إقامة الدولة الشورية العادلة .
.

ومن هنا، فإن تهميش شئون المعاش والمدنية والحضارة، هو في حقيقته إخلال بشطر الدين، إذ لا يمكن الوصول إلى "دار المقر" بدون تعبيد " الممر"، وهي الدنيا، فهناك وحدة بين النجاح في الدنيا والنجاح في الآخرة، والحديث الشريف يقول: "إذا قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فليغرسها"، وهذا رغم التيقن من نهاية الدنيا ..

العقلانية فريضة معطلة

"أشار "أبو بلال" إلى أن المعجزة الكبرى للقرآن تكمن في أن وظيفته أنه مولد للطاقة البشرية؛ ينتج الحضارة المادية والمعنوية معا؛ إذ يمتلك النص القرآني قدرة فائقة على تغيير القيم، وإحداث الانقلاب الشامل بها، ولم تتوفر هذه السمة لكتاب آخر، فهو أعظم كتاب غير العقل البشري، ولا يزال يمتلك هذه القدرة؛ كما يقول الشيخ "محمود الصواف": "أن تغيير العقول والأفهام أبلغ في الإعجاز،.. فإن إحياء أمة من الجهل والرذيلة والشرك والكفر، إلى أمة هادية مهدية، فاتحة منتصرة ورائدة وعادلة.. هو المعجزة الخارقة؛ التي تتضاءل في جوانبها جميع المعجزات والخوارق".

لقد كان القرآن الكريم هو حادي الجيل المؤسس في الإسلام، وما تلاه من أهل القرون المفضلة، فكان القرآن خلقهم وسلوكهم، فانتفعوا بقوى الكون، وفهموا أن القرآن أُنزل لتحرير الإنسان من كافة القيود التي تخل بكرامته وعقله وإنسانيته، كذلك فإن القرآن حمل خطابًا تنويريًّا للعقل والوجدان والسلوك؛ فأنتج الإبداع والفعالية، كذلك فإن القرآن الكريم ركز على الهدف من القراءة، وهو ألا يظل التفكير فريضة معطلة، وبالتالي فالمسألة ليست حفظًا وتكرارًا، ولكنها إعمال للعقل؛ لأن العقل هو آلة اكتشاف المنهج، وبه يفهم الكتاب العزيز، ومن هنا فكيف يتصور البعض أن العقل ضد النقل؛ لأن طرح هذا السؤال يكشف عن أزمة معرفية عميقة ..

القرآن والسمو المدني

القرآن خطاب لبناء المدنية الشورية العادلة، وسعادة الدارين، وإن منهاج التعليم عندما يُبنى على الوحدة العضوية الشاملة للثقافة القرآنية، يصحح المفهوم الغائم الناقص للدين؛ الذي تقصره المجتمعات الإسلامية على المناسك والشعائر، وهو ما يمكن أن نسميه (الإيمان الرهباني)، فالإيمان الذي لم ينتج المعاصرة والتجديد، أدى إلى هزيمة أمام العلمانية؛ لأن هذا الخطاب الديني انكمش، وحصَر الدين في الشعائر، ومن ثم وهب العلمانية زمام الحداثة والتجديد، وتحول دوره من الفعل إلى رد الفعل، ومن رد الفعل العقلاني الموضوعي إلى رد الفعل العاطفي الهائج ..

كما أن (الإيمان الرهباني) لم ينتج العدل والنظام والمدنية، ومن هنا فإننا إذا لم نفهم أن الثقافة القرآنية، منارة مسجد إلى جارها مدخنة مصنع، وإذا لم نفهم العبادة على أنها إقامة القسط والعدل، وتشييد الحضارة والعمران، كما أنها الصلاة في المسجد سواء بسواء؛ فنحن في واد، والثقافة القرآنية في واد آخر، فالصيدلية الإسلامية القرآنية، فيها علاج لكل داء، لكن المشكلة في توافر الفقهاء الأطباء .

القرآن والسمو الروحي :

القرآن الكريم رسالة تذكر المتلقي بواجباته، وتطلب منه أمورًا محددة، تذكرة لا تحتاج إلى شروح كبيرة، ولا علم كالمحيط، إنما تحتاج إلى ذهن عملي بسيط، "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ" (القمر: 17)، قرن القرآن الكريم التذكير بالمسؤولية، ومن هنا يأتي الربط بين العلم والسلوك، وبين النظرية والتطبيق، وعندما يحسن المتلقي التقاط الإشارة يستوعب الرسالة، فتشحن طاقاته، ويصل إلى مرحلة الهداية ..

وقد عقل الصحابة والتابعون وظيفة القرآن، ففهموه فهمًا حضاريًّا، فجسدوه توحيدًا ومناسك ومجتمعًا متماسكًا، وأدركوا أن العقيدة هي التوازن بين شطرين: المناسك والمعائش، وأدركوا أن الدين يأمر بأن يكون معيار الحكم على العمل، ولا سيما في مجال المعايش، وهو مستوى الجودة، لا مقدار النية فحسب، وذلك لأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يُتقنه .".

كان الرعيل الأول يربط بين وحدات القراءة الثلاث: وحدة الطلاقة اللغوية، ووحدة الفهم الشامل، ثم يربطها بوحدة العمل الشامل، ولذا كان هناك الربط بين القراءة والموقف؛ فالقرآن شاهد للقارئ أو عليه، أما نحن فحفظنا فضل القرآن الكريم، وفصمنا الهدف عن الوسيلة، وغفلنا عن أن القرآن لا يزيد الظالمين إلا خسارًا ..

للتبرك أم التحرك؟

كان الصحابة يفهمون أن قراءة القرآن هي للتحرك والعمل، وأدركوا أن فهم المقروء هـو أساس تحويل الاستيعاب الذهني إلى تطبيق، أما القراءة السيئة ففرقت بين اللفظ القرآني، وفحواه، ووظائفه ومقاصده، وكان بعض السلف الصالح يقول: "إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهم؛ بكيتُ على نفسي؛ لأن الله تعالى قال: "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ" (العنكبوت: 43).

لذا فرق الأوائل بين العلم والروح العلمية، وذكر "أبو حامد الغزالي": أن الصحابة كانوا يعتبرون من يحفظ ويفهم الأجزاء المحدودة من القرآن من العلماء .

ونظر السلف الصالح من الصحابة إلى القرآن على أنه ميثاق غليظ، يتقدمون إليه بوجل وإدراك، حيث تكررت عبارة" الميثاق الغليظ" في القرآن عشر مرات، فهو عقد بين الله تعالى والقارئ مثقل بالتبعات، وأمانة عجزت الجبال عن حملها؛ لـــذا كانت صورة الحمار الذي يحمل أسفارًا ماثلة في أذهان الصحابة وهم يتعاطون مع القرآن، وهي صورة تكشف عن العالِم الذي لا يستفيد بعلمه، كما كانت صورة "بلعام" الذي رسب في امتحان السلوك، فحفظ الآيات، ثم انسلخ عنها .

وأدرك الصحابة أن قراءة الكتاب حق تلاوته، هو القيام بالعمل الذي يدل على الهداية، وينبثق من التدبر، وليس "حق التلاوة" هو"إجادة الحروف ومعرفة الوقوف .".

حفظ الصوت أم حفظ السلوك؟

"واللهِ ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية أن لا أقوم بها "، هكذا قال أحد الصحابة، وهذا القول يطرح سؤالا ضروريًّا؛ من هو حافظ القرآن الحقيقي؟.

إن نموذج سالم مولى أبي حذيفة، ومشاركته في معركة اليمامة، هو نموذج حي لحافظ القرآن، يقول الشيخ الغزالي: "يُخيل إليَّ أن بعض الكتاتيب أساءت إلى القرآن، من حيث تريد الإحسان، من ناحية أنها أخرجت أشرطة مسجلة ولم تخرج نماذج حية"، فمقاصد الدين القطعية ترفض حفظ القرآن بدون فهم؛ لأن هذا الحفظ غير الواعي، يُرسخ أخطاءً ثقافية

خشوع العقلانية وخشوع الدروشة

كان بكاء الصحابة مع القرآن الكريم بكـــاء وعي يسمو بهم، بكاء من يستشعر التبعية، بكاءً فعالا ينهض بالسلوك، بكاءً يزيد في الخشوع فيظهر في الجوارح، فلم يكن بكاءً شكليًّا، ولم يكن بكاء محاكاة، يقول الشيخ "الصواف": "فليس البكاء مجرد أنين وحنين ونشيج.. بل عملية تطهير وجدانية، تبدأ بإثارة الذهن، وتنتهي بإثارة الحواس .".

وهو عملية حفر في بئر الوجدان؛ لاستخراج الماء، بكاء يهب الطمأنينة النفسية التي تبعث الهمة "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " (الرعد: 28)، ولذا كان أحد الصحابة يستعيذ بالله من "خشوع النفاق"، فلما سُئل عنه، قال: "أن يكون الجسد خاشعًا ،والقلب غير خاشع".
ولكن ما هو الخشوع المطلوب مع القرآن الكريم؟ .

حيث يظن البعض أن الخشوع المطلوب أن يكون القرآن مخدرًا يسلب الناس عقولهم، وهو فهم مخالف للإسلام، تقول عائشة رضي الله عنها: "القرآن أكرم من أن يُزيل عقول الرجال"، فكيف يسلب العقول، وقد أنزله الله تعالى "لعلهم يعقلون"، ومن هنا فالخشوع ليس غيبوبة، إنما هو صفاء نفسي، ومن أجل ذلك ينبغي أن نعقل جيدًا "أن القرآن ليس نصًّا جنائزيًّا"، وهذا يتطلب أن تتجدد قراءة القرآن بتجديد فهمه ..

أين الخـلل؟

وما دامت تلك هي روح القرآن فلماذا تأخر المسلمون؟، وما سبب الأزمة التي يعيشها المسلمون في واقعهم الحالي؟ .

وإجابة هذا السؤال تقتضي الاعتراف بأننا نعيش أزمة في تعاملنا مع القرآن؛ لغياب مقاصده عن الإدراك، وبالتالي فهناك معضلة في طريقة تعليم القرآن.
وما دام الحال كذلك؛ فإن ثقافة الأسئلة لا بد أن تهدي إلى الأجوبة، فنبحث في سلامة مناهج التعلم، ومدى دقتها في فهم نصوص الكتاب والسنة، وأن نتعود على الاستماع إلى الآراء التي تخالف ما ألفناه، ونبتعد عن منح آراء العلماء السابقين قداسة تغلق أبواب النقاش؛ لأن نظام التعليم مسئول عن بعض هذا المأزق الذي وصلت إليه الأمة المسلمة .
.

ويؤكد الكاتب أن هناك قراءة منتجة وقراءة معطلة للقرآن الكريم، ويرجع السبب إلى خلل في الإدراك في الربط بين الجهد والجدوى، واعتبر ذلك سوء في فهم الدين؛ لأن ما يتعلق بأمور الدنيا يجب الربط فيه بين المقاصد والنتائج معًا، والنية بالنتيجة، والجهد بالجدوى، وصلاح النيات وصلاح الأعمال؛ ولهذا جاء في الدعاء : "اللهم اجعل عملي صالحًا، ولوجهك خالصًا" ..

وطرح الكاتب سؤالا قد لا يتفق البعض معه، وهو لماذا لم ينشئ الصحابة مدارس لتحفيظ القرآن الكريم؟، ورغم أن "أبو بلال" طرح معالجة لهذا السؤال، تبدو منطقية؛ فإن رأيه في هذا الشأن يجب ألا يؤخذ على إطلاقه؛ لأن إنشاء هذه المدارس ارتبط بظروف تاريخية معينة، وكان من الواجب على الأجيال اللاحقة أن تطورها، لا أن تعتبرها هياكل مقدسة

ومن ثم فإن الخطأ لا يقع على هذه المدارس والدور الذي لعبته، وإنما يقع على حالة الجمود التي أصابت العقل المسلم، ويدخل في هذا الإطار أيضًا مسألة مفهوم "حفظ القرآن الكريم"، والموقف في التعامل مع القرآن بين الحفظ والفهم، والاستمتاع بالصوت، والتدبر في المعاني، ومسألة تعليم الأطفال للقرآن الكريم، هل هي تخزين معلومات؟، أم تكوين مهارات، والمساوئ التي أنتجتها الطريقة غير الصحيحة لتعليم الأطفال القرآن الكريم.

أين الطريق؟

كيف نعلم أطفالنا القرآن؟، يدعوالكاتب إلى الربط بين استثمار الذاكرة واستثمار الذكاء في تعليم القرآن، ودعا إلى التخلص من طريقة الحفظ دون الفهم للقرآن، وإلى تأخير دروس حفظ القرآن للأطفال، مع تقديم دروس القراءة واللغة والحساب؛ لأن ذلك يؤدي إلى التركيز على وظيفة القرآن، مع تبني التدرج في التعليم الديني .

فمنهج الصحابة كان قلة في القرَّاء وكثرة في الفقهاء، مع ملاحظة أن بعض آراء المفسرين انقلبت من أن تكون توضيحًا لبعض المعاني؛ إلى أن يظن البعض أنها متن (مقدس).

والواقع أن الكتاب مزدحم بالأفكار والرؤى، التي تحتاج أن تكون مادة جيدة لنقاشات؛ للخروج بمنهج متميز لتعليم القرآن الكريم، حتى لا يكون هذا الكتاب الحكيم مهجورًا في حياتنا، بدءًا من الحكم، وانتهاء بالسلوك والصدور .

والله من وراء القصد .

جمع المادة شعبان شحاته / مدونة تدبر القران .

ليست هناك تعليقات: