الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
عندما يكرمك الله – سبحانه – ويعينك على قراءة ورد القرآن في رمضان ، فإن الروح تشرق عليها بعض المعاني العظيمة وشيء من الأحاسيس اللطيفة التي لم تكن خطرت بقلبك وأنت تقرأ هذه الآيات أو تلك مع أنك ممررت بها من قبل .
ويحدث للروح من توارد المعاني ، كما يحدث للكون عندما يسفر الصبح بضوئه الشفيق ونسيمه الرقيق ، فيصحو المرء من غفوته وينشط من عقلته وتنطلق روحه سابحة في فضاء المعاني بين صفحات الهيبة والجلال تارة وبين صفحات الإبداع والجمال تارة .
ويتمنى المرء على الله لو أمكنه من صيد الخواطر وتقييد الأفكار حين تبرق بوميضها ، وتلمع بنورها !
ويكفي المرء أن يعيش تلك اللحظات تغمره السعادة ويفرح ويبتهج ويحمد الله ، كما يفرح البرق و يسبح بحمد ربه أن خلقه لحظات معدودة !
كما يتمنى العبد على ربه أن يخرج من هذا الإيمان الرهباني إلى الإيمان العملي فيقيم بجنب مسجده مصنعًا ، ويحدث بجنب مصلاه حرفة .
فالقرآن كما نزل للتعرف على الله ، وتهذيب العباد ، نزل أيضًا لعمارة هذا الكون بالحرث والصناعة ، وعمارتها بالذكر والطاعة .
اللهم أعنا على شكر نعمة القرآن ، واجعلنا من المتبعين لهديه .
وصل اللهم وسلم وبارك على نبي الهدى وعلى آله وأصحابه أجمعين .
والحمد لله رب العالمين .
الأربعاء، 17 أغسطس 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق