ذكر الإمامُ محمد رشيد رضا صاحب المنار في كتابه: "الوحي المحمدي"؛ عشرة مقاصد للقرآن الكريم، ونَحَى بها نَحوًا يتعلق بالإصلاح التربوي، وهي على النحو التالي:
1- بيان حقيقة أركان الدين الثلاثة: الله، البعث، العمل الصالح.
2- بيان ما جهل البشر من أمور الرسالة والنبوة ووظائف الرسل.
3- إكمال نفس الإنسان من الأفراد والجماعات والأقوام.
4- الإصلاح الإنساني الاجتماعي السياسي الوطني.
5- تقرير مزايا الإسلام العامة في التكاليف الشخصية.
6- بيان حكم الإسلام السياسي الدولي: نوعه وأساسه وأصوله العامة.
7- الإرشاد إلى الإصلاح المالي.
8- إصلاح نظام الحرب ورفع مفاسدها وقصرها على ما فيه الخير والشر.
9- إعطاء النساء جميع الحقوق الإنسانية والدينية والمدنية.
10- تحرير الرقبة (5). ( وتحرير الإنسان عموما ) .
وذكر شيخنا العلامة د. يوسف القرضاوي سبعة مقاصد للقرآن الكريم تتداخل كثيرًا وتتماس مع ما ذكره رشيد رضا. وهي:
1- تصحيح العقيدة والتصورات للألوهية والرسالة والجزاء.
2- تكريم الإنسان ورعاية حقوقه.
3- توجيه الناس إلى حسن عبادة الله وتقواه.
4- الدعوة إلى تزكية النفس البشرية.
5- تكوين الأسرة وإنصاف المرأة.
6- بناء الأمة الشهيدة على البشرية.
7- الدعوة إلى عالم إنساني متعاون (6).
ويتناول الشيخ كل عنصر أو مقصد من هذه المقاصد من خلال معالم وأسس وعوامل تصب في تحقيق هذا المقصد يمكن مراجعتها في الكتاب.
ومن أفضل التفاسير التي نعرف من خلالها مقاصد القرآن ومقاصد السور هو "في ظلال القرآن" للأستاذ سيد قطب، ومن التفاسير التي تلحظ فيها البعد المقاصدي أيضًا: تفسير التحرير والتنوير للإمام محمد الطاهر بن عاشور، وتفسير العلامة عبد الرحمن السعدي، رحمهم الله ورضي عنهم.
والقرآن نفسه يتحدث عن مقاصده وغاياته:
- فهو للهداية: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)﴾ (المائدة).
- وهو لإخراج الناس من الظلمات إلى النور: ﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)﴾ (إبراهيم).
ـ وهو لسعادة الإنسان: ﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى(2)﴾ (يس).
ـ وهو كتاب لإعزاز الأمة: ﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)﴾ (الأنبياء)، ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)﴾ (الزخرف).
والمتتبع للقرآن الكريم يجد من ذلك مقاصد كثيرة ومتنوعة .
من مقال للدكتور / وصفي عاشور .