السبت، 29 مايو 2010

سورة البقرة

( من ثمرات التلاوة ) سورة البقرة :
تعرض السورة الكريمة ثلاثة أصناف من الناس في الربع الأول منها : المؤمنون المتقون ، والكفار والمنافقون .
وأدعوك أن تتملى صفات المؤمنين وتقارن بينها وبين صفات الكافرين والمنافقين لتعود شاكرا لله على نعمة الإسلام والإيمان .
وأظهر صفتين هما : الإيمان بالغيب ، والإيمان بما أنزل إلى كل الرسل .
ثم لا يكا د هذا الربع ينتهي حتي ينادي القرآن الحكيم الناس كافة أن يكونوا في صف المؤمنين ويعبدوا الله وحده.
وهذا التكليف له أسباب فالله عز وجل هو الذي خلقهم وخلق من قبلهم ، كما أن عبادة الله ستعود عليهم بالتقوى وتهذيب الشعور وتحسين السلوك .
وإنها لفائدة ضخمة أن يعيش الإنسان حياة كريمة في ظل منهج الله عز وجل ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) .
ثم تأتي قصة الاستخلاف : استخلاف آدم وذريته في الأرض .
ونوع آخر من الاستخلاف على العقيدة والقوامة على الدين مع إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب .
واستخلاف بني إسرائيل .
وكان التفضيل والتكريم لآدم عليه السلام وذريته ممثلا في :
1 – هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا .
2 – استخلافه في الأرض .
3 – أمر الله الملائكة أن يسجدوا له .
4 - تعليمه الأسماء كلها .
5 – تلقى من ربه كلمات فتاب عليه .
ولكي يظل التكريم ويظل الاستخلاف ، يجب عليه تجاه ذلك :
§ العلم .
§ العبادة . ( والعلم لعمارة الأرض في كل مجالات الحياة المختلفة ، والعلم والعبادة لعمارة الأرض بالطاعة الخالصة لله رب العالمين ) .
§ التوبة من المعاصي والرجوع إلى الله .
§ إن شجرة الحرام هذه هي الحدود الممنوع الاقتراب منها ( تلك حدود الله فلا تقربوها ) البقرة187 .
§ فالمطلوب إذن من آدم وذريته أن يتوبوا إلى الله وينكسروا بين يديه في عبودية تامة ، كلما طالت أيديهم شجرة الحرام .
§ فليست العبودية الامتناع عن الحرام بالكلية ؛ لأن ذلك ليس في مقدور المكلفين ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) حديث حسن خرجه السيوطي وصححه الألباني .
§ ولكن أعبد الناس هو الذي يخطئ فيتوب ويعود نادمًا أسيفا .
والسورة الكريمة تعرض استخلاف إبراهيم , وإسماعيل ،وإسحق و ويعقوب وبنيه . وكيف نجحوا في هذه المهمة .
فإبراهيم ابتلاه ربه بكلمات فأتمهن : بإبعاد ولده وزوجه إلى أرض لا نبات فيها ولا ماء ، و بذبح ولده ، وبالإلقاء في النار .
وإسماعيل يصبر لأمر ربه وهو بعد غلام .
{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }البقرة132 .
ويعقوب لا يموت حتى يطمئن على بقاء أولاده على عبادة الله واستمرار رسالة التوحيد من بعده .
ثم تعرض صورة استخلاف بني إسرائيل وتفضيل الله لهم على العالمين في عصرهم وبينت كيف ضلوا وأساءوا
وسردت السورة الكريمة صورا من معاصيهم وسيئاتهم لكي تتجنبها أمة الإسلام .
فذكرت أنهم :
يكفرون بآيات الله .
يقتلون الأنبياء بغير الحق .
قالوا سمعنا وعصينا .
وعبدوا العجل من دون الله .
قالوا راعنا .
سوء الأدب في قصة البقرة .
قالوا أرنا الله جهرة .
قالوا حنطة .
عبدوا العجل من دون الله .
وغير ذلك مما سجل عليهم القرآن الكريم في أكثر من موضع .
ثم يأتي التكريم الكبير لاختيار أمة الإسلام لتكون قيمة على الدين وعلى المقدسات .
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ...) .
وقد ميز الله تعالى هذه الأمة بقبلتها ووسطيتها ، وكونها آخر أمة أخرجت للناس .
ثم بين الله عز وجل للأمة المختارة تفاصيل شريعتها من صلاة وصيام وزكاة وحج وجهاد وأحكام الأسرة من زواج وطلاق ومتعة ونفقة ، والمعاملات الجائزة والمحرمة كالبيع والرهن والوصية ، والربا .
وإذا كانت التكاليف شاقة على الأمة ؛ فعليها أن تستعين بربها الذي يعلمها هذا الدعاء العظيم :
{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286.
ولا يعقل أن يأمرنا الله تعالى بالدعاء ثم لا يستجيب .
عن بن عباس قال لما نزلت هذه الآية " وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " قال دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا قال فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " قال قد فعلت " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " قال قد فعلت " واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا " قال قد فعلت . ( صحيح مسلم ) .
وإن العبد ليعجب من كرم ربه سبحانه وتعالى ، يحدد لنا الدعاء لندعوه به ـ فإذا دعوناه قال قد فعلت وفي رواية ( قال نعم ) .
وورد في فضل هاتين الآيتين أيضا :
عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلته كفتاه" المسند .
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يعطهن نبي قبلي" المسند .
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : " ما أرى أحدا يعقل بلغه الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة فإنها من كنز تحت العرش" .
وورد في فضل آية الكرسي أنها أعظم آية في كتاب الله (عن ابن جريج أخبرني عمر بن عطاء أن مولى ابن الأسفع (3) -رجل صدق-أخبره عن الأسفع (4) البكري: أنه سمعه يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ } حتى انقضت الآية. (5) . المعجم الكبير .
كما ورد في فضل سورة البقرة :
أنها بركة وأنها تطرد الشيطان :- عن أبي أمامة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة " . رواه مسلم . . - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " . رواه مسلم .
والحمد لله أولا وآخرا .

الثلاثاء، 11 مايو 2010

لا تلوث عزمك

( حديث إلى النفس ) .. . لا تلوث عزمك ... أرجوك
لا تبحث عن الشهرة والصيت .
لا تعجب بعملك .
لا تدعُ الناس إليك .
لا تحدثهم عن أعمالك ، عن أولادك ، عن مالك ، عن شهاداتك .
كن قويا عندما تدعوك نفسك إلى حب الرياء و المن .
لا تضعف أمام الباطل ، وقف له بالمرصاد بالوسائل المشروعة .
لا تكبر الدينا في عينيك ، ولا تضخمها في ناظريك .
لا تأكل حراما .
تنزه عن الشبهات .
ادع الناس إلى الله واعمل على إنقاذهم من أنفسهم ومن الطغاة والظالمين .
خذ بأيديهم من هذه الحياة السائبة ، واربطهم بالأهداف السامية التي فيها عزهم في الدنيا والآخرة .
حصن أفكارهم ومشاعرهم .
انتشلهم من الجبن والوضاعة ، وأقمهم على طريق العزة والكرامة .
ولا ترج منهم شيئا .
اربطهم بقرآن ربهم وسنة نبيهم وسيرة السلف الصالح ؛ فهذا هو الطريق المعبد الذي يوصل إلى الهدف المقصود .
اعمل على توحيد مصدر ثقافتهم حتى يسلم بناؤهم ويصلب عودهم ؛ ليحملوا منهج ربهم للعالمين ، غير عابئين بما يكلفهم من تضحيات ، وغير هيابين من البشر ، متوكلين على ربهم وحده سبحانه وتعالى .
إن تقوية الإيمان في القلوب هي الضمان الوحيد لإنقاذ الناس من ضعف نفوسهم أمام الشهوات ، وعجزها تجاه الباطل ، وصمتها أمام الطغيان
.
لا تصرف وقتك في غير مهمتك ، ولا تنفق جهدك في غير وظيفتك ، ولا تلتفت عن وجهتك .
اجعل غايتك في الحياة أن تعرف الناس بربهم ، وتحببهم إليه .
وجه الناس إلى رعاية الجسد في محيطه الطبيعي ، والروح إلى أفقه المطلوب .
اجعل حياتك وحياة الناس تحت إمرة القلوب ، لا تحت إمرة الأهواء .
ستهون عليك الدنيا بما فيها إذا ذقت لحظات القرب من الله ، لن تجد الدنيا مكانا في قلبك إذا أحببت جوار الله في الجنة ، حيث الخلود الأبدي والنعيم السرمدي ، سيكون شوقك إلى الله أعظم من شوقك إلى كل متاع الدنيا المنغص الفاني .
حلق في سماء القرآن ، واغترف من معينه الذي لاينضب .
تقرب بالفرائض ، وتحبب بالسنن الرواتب ، واسعد بقيام الليل بين يدي ربك والناس نيام ، وعالج أخطاءك واستغفر بالأسحار ، واطلب من ربك أن يرزقك حبه وينعم عليك بقربه ولا تفتر عن ذلك حتى يبزغ الفجر الموعود والقرآن المشهود .
عطر لسانك بالذكر قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ، وكل حين .
ارض عن ربك ، واقنع بما قسم لك ، ولا تعترض ولا تحسد واسأل الله من فضله.
قل : اللهم إنا نسألك عيشة هنية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح . اللهم لا تمتنا وعلينا حق لأحد من عبادك .
اللهم لا سعادة إلا في ظل شريعة الإسلام ، اللهم حكم شرعك وكتابك وسنة نبيك ، وانصر عبادك الصالحين .
آمين .

التواضع والخمول ( الدورة النفسية )

الدرس الثالث و الرابع
حدثنا أبو بكر بن سهل التميمي حدثنا بن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد عن عياش بن عباس عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر أنه دخل المسجد فإذا هو بمعاذ بن جبل يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما يبكيك يا معاذ قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اليسير من الرياء شرك وإن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأبرار الذين إذا غابوا لم يفقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى ينجون من كل غبراء مظلمة
[ 11 ] حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن عون عن إبراهيم بن عيسى عن عبد الله بن مسعود قال كونوا ينابيع العلم مصابيح الهدى أحلاس البيوت سرج الليل جدد القلوب خلقان الثياب تعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل الأرض
[ 12 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي خالد قال قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم وسلوا الله رزق يوم بيوم وعدوا أنفسكم مع الموتى ولا يضركم ألا يكثر لكم
[ 13 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله إن أغبط أوليائي عندي مؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع فمن صبر على ذلك قال ثم نقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال عجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه
[ 14 ] حدثنا إسحاق حدثنا عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير قال قال عبد الله بن مسعود كونوا ينابيع العلم جدد القلوب خلقان الثياب سرج الليل كي تعرفوا في أهل السماء وتخفوا في أهل الأرض
[ 15 ] حدثنا محمد بن علي بن الحسن حدثنا عبد الرحمن بن علقمة حدثنا حزم قال سمعت معاوية بن قرة يقول قال كعب طوبى لهم وطوبى لهم قيل ومن هم يا أبا إسحاق قال طوبى لهم قوم أن شهدوا لم يدخلوا وإن خطبوا لم ينكحوا وإن قاموا لم يفقدوا
[ 16 ] حدثنا محمد بن علي قال سمعت أبي أنبأنا محمد بن مسلم الطائفي حدثنا عثمان بن عبد الله بن أوس عن سليم بن هرمز عن عبد الله بن عمرو قال أحب عباد الله إلى الله الغرباء قيل ومن الغرباء قال الفرارون بدينهم يجمعون يوم القيامة إلى عيسى بن مريم عليه السلام
حدثنا محمد بن علي بن شقيق حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل يقول بلغني أن الله تعالى يقول للعبد في بعض منته التي من بها عليه ألم أنعم عليك ألم أعطك ألم أسترك ألم ألم ألم أخمد ذكرك قال وسمعته يقول إن قدرت أن لا تعرف فافعل وما عليك ألا تعرف وما عليك ألا يثنى عليك وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله عز وجل
[ 18 ] حدثني عبد الله بن وضاح حدثني يحيى بن يمان عن عبد الواحد بن موسى قال سمعت بن محيريز يقول اللهم إني أسألك ذكرا خاملا
[ 19 ] حدثني محمد بن الحسين حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا يحيى بن أبي عمرو السيباني قال حدثني من سمع كعبا يقول إني لأجد في كتاب الله عز وجل صفة قوم ما رأيتهم بعد شعثة رؤوسهم دنسة ثيابهم إن خطبوا النساء لم ينكحوا وإن حضروا السدد لم يؤذن لهم حاجة أحدهم تجلجل في صدره لو قسم نوره يوم القيامة على الخلائق لوسعهم
[ 20 ] حدثني أبو بكر بن أبي النضر حدثنا مؤمل عن سفيان قال كان رجل من الأنصار يقول اللهم ذكرا خاملا لي ولبني ولا تنقصنا ذاك عندك شيئا
[ 21 ] حدثني الطيب بن إسماعيل قال كان من دعاء الخليل بن أحمد اللهم اجعلني عندك من أرفع خلقك واجعلني في نفسي من أوضع خلقك واجعلني عند الناس من أوسط خلقك
[ 22 ] حدثنا أحمد بن إبراهيم وغيره عن خلف بن تميم قال سمعت سفيان الثوري يقول وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب بتوت وعناء
[ 23 ] حدثنا سلمة بن شبيب الكلابي عن عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا جعفر بن سليمان ما أحب أن يعرفني بطاعته غيره حدثنا قال قال مورق العجلي
[ 24 ] حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثني سلمة بن عقار أو غيره قال لما قدم بن المبارك المصيصة سأل عن محمد بن يوسف الأصبهاني فقال من فضلك لا تعرف
[ 27 ] وبه حدثنا يحيى بن سليم قال سمعت شبل بن عباد قال سمعت أبا الطفيل قال سمعت علي بن أبي طالب يقول أظلتكم فتنة مظلمة عمياء متسكنة لا ينجو منها إلا النومة قيل يا أبا الحسن وما النومة قال الذي لا يعرف الناس ما في نفسه
[ 28 ] حدثنا محمد بن الحسين حدثنا أحمد بن سهل الأردني حدثني سلم وكان فاضلا قال قال لي إبراهيم بن أدهم قال ما فزت في الدنيا قط إلا مرة بت ليلة في بعض مساجد قرى الشام وكان في البطن فجر المؤذن رجلي حتى أخرجني من المسجد
[ 29 ] حدثنا محمد حدثني خلف البرزاني قال سمعت سفيان الثوري يقول أقل معروف الناس يقل عيبك
قلت : لعله يقصد إذا كانت معرفة الناس لك قليلة قل عيبك .
[ 32 ] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب المرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دينه ودنياه ( ضعيف ) .
‏(‏قلب الشيخ شاب على حب اثنين‏)‏‏.‏‏(‏يهرم ابن آدم ويشب فيه اثنتان الأمل وحب المال‏)‏ متفق عليه‏.‏
‏(‏لو كان لابن آدم واديان من ذهب‏)‏ إلخ‏.‏ متفق عليه‏.‏
‏يدخل صعاليك المهاجرين قبل أغنيائهم الجنة بخمسمائة عام‏)‏ للترمذي محسنا‏.‏
‏(‏يدخل الأنبياء كلهم قبل داود وسليمان الجنة بأربعين عاما‏)‏ للطبراني‏.‏
‏تحفة المؤمن في الدنيا الموت‏)‏ حسن‏.‏
في المختصر ‏(‏إذا أراد الله بعبد شرا أهلك ماله في الماء والطين‏)‏ لأبي داود‏.‏
(‏كل نفقة العبد يؤجر عليها إلا ما أنفقه في الماء والطين‏)‏ لابن ماجه‏.‏
‏(‏كل بناء وبال على صاحبه يوم القيامة إلا ما أكن من حر أو برد‏)‏ حسن‏.‏
[ 34 ] حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن هراسة عن القراة عن شيخ من أحنف قال سمعت عليا يقول تبذل لا تشهر ولا ترفع شخصك لتذكر وتعلم أكتم واصمت تسلم تسر الأبرار وتغيظ الفجار
[ 35 ] حدثني أحمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن كردوس حدثنا مخلد بن الحسين عن أبي بكر بن الفضل قال سمعت أيوب يقول ما صدق الله عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه
[ 36 ] وبه حدثنا الحسن بن الربيع حدثني سعيد بن عبد الغفار قال كنت أنا ومحمد بن يوسف الأصبهاني فجاء كتاب محمد بن العلاء بن المسيب من البصرة إلى محمد بن يوسف فقرأه فقال لي محمد بن يوسف ألا ترى إلى ما كتب به محمد بن العلاء وإذا فيه يا أخي من أحب الله أحب أن لا يعرفه الناس
[ 37 ] حدثني أبو بكر الشيباني قال سمعت سفيان بن عيينة يقول قال لي بشر بن منصور أقل من معرفة الناس فإنه أقل لفضيحتك في القيامة
[ 40 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير عن مغيرة قال قال سماك بن سلمة يا قلب إياك وكثرة الأخلاء
[ 41 ] حدثنا محمد بن علي بن الحسن حدثنا إبراهيم بن الأشعث حدثني شيخ من النخع عن أشياخ له من أصحاب عبد الله بن مسعود كفى به دليلا على امتحان دين الرجل كثرة صديقه
[ 42 ] حدثني سلمة حدثنا سهل بن عاصم حدثنا قبيصة قال سمعت سفيان يقول كثرة الإخوان من سخافة الدين
[ 43 ] حدثني سلمة حدثني سهل قال سمعت سالم بن ميمون سمعت عثمان بن زائدة يقول كان يقال إذا رأيت الرجل كثير الأخلاء فاعلم أنه مخلط
[ 44 ] وبه حدثني علي بن معبد حدثني فضالة بن صيفي قال كتب أبان بن عثمان إلى بعض إخوانه إن أحببت أن يسلم لك دينك فاقل من المعارف
[ 45 ] حدثني عبد الله بن أحمد الخزاعي قال سمعت أبي قال سمعت الحسن بن رشيد يقول سمعت الثوري يقول يا حسن لا تعرفن الى من لا يعرفك وأنكر معرفة من يعرفك
[ 46 ] حدثنا محمد بن عبد المجيد التميمي حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان أنه كان إذا كثرت حلقته قام مخافة الشهرة
[ 47 ] حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير عن ليث عن أبي العالية أنه كان إذا جلس إليه أكثر من ثلاثة قام
[ 48 ] حدثنا هاشم بن الوليد حدثنا أبو بكر بن عياش قال سألت الأعمش كم رأيت أكثر ما رأيت عند إبراهيم قال أربعة خمسة
[ 49 ] وبه حدثنا أبو بكر قال ما رأيت عند حبيب بن أبي ثابت غلمة ثلاثة قط
[ 51 ] حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان وأبو مسلم قالا حدثنا عبد الله بن إدريس عن هارون بن عنترة عن سليم بن حنظلة قال بينا نحن حول أبي بن كعب نمشي خلفه إذ رآه عمر فعلاه بالدرة فقال انظر يا أمير المؤمنين ما تصنع فقال إن هذا ذلة للتابع وفتنة للمتبوع
[ 52 ] وبه حدثنا حماد بن زيد عن عون عن الحسن قال خرج بن مسعود ذات يوم من منزله فاتبعه الناس فالتفت إليهم فقال علام تتبعوني والله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما اتبعني منكم رجلان
[ 53 ] وبه عن يزيد بن حازم قال سمعت الحسن يقول إن خفق النعل خلف الرجل قل ما يلبث قلوب الحمقى
[ 54 ] حدثنا أبو عدنان المقري حدثنا يوسف بن عطية قال خرج الحسن ذات يوم فاتبعه قوم فالتفت إليهم فقال هل لكم من حاجة وإلا فما عسى أن يبقي هذا من قلب المؤمن
[ 55 ] حدثنا سبلان حدثنا ضمرة قال حدثني عمير بن عبد الملك الكناني أن رجلا صحب بن محيريز في سفر فلما أراد أن يفارقه قال أوصني قال إن استطعت أن لا تعرف ولا تعرف وتمشي ولا يمشي إليك وتسأل ولا تسأل فافعل
[ 56 ] حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا وهيب بن خالد حدثنا الجريري قال قال لي أيوب يا أبا مسعود إني أخاف ألا تكون المعرفة أبقت عند الله حسنة إني لأمر بالمجلس فأسلم عليهم وما أرى أن فيهم أحدا يعرفني فيردون علي ويسألوني مسألة كأن كلهم قد عرفوني
[ 57 ] حدثنا أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد قال أيوب إني لأمر بالمجلس فأسلم عليهم فيردون علي يعني في ردهم أنهم قد عرفوني فأي خير مع هذا
[ 58 ] حدثنا أحمد حدثنا أبو داود عن حماد بن زيد قال كنا إذا مررنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلم ردوا ردا شديدا قال فكأن ذلك نقمة قال أبو داود كراهة الشهرة
[ 59 ] وبه حدثنا أحمد بن شجاع حدثنا النضر بن شميل عن رجل قد سماه قال خرج أيوب في سفر فتبعه ناس كثير فقال لولا أني أعلم أن الله عز وجل يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل
[ 60 ] وبه حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال دفع إلي أيوب ثوبا فقال اقطعه لي قميصا واجعل فم كمه شبرا واجعله يقع على ظهر القدم
[ 61 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر قال عاتبت أيوب على طول قميصه فقال إن الشهرة فيما مضى كانت في طوله وهي اليوم في تشميره
[ 62 ] حدثنا محمد بن سلام الجمحي حدثنا عدي بن الفضل قال قال لي أيوب احذ نعلين على نحو حذو نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ففعلت فلبسها أياما ثم تركها فقلت له في ذلك فقال لم أر الناس يلبسونها
[ 63 ] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا قيس بن الربيع عن منصور عن إبراهيم قال لا تلبس من الثياب ما يشتهرك الفقهاء ولا يزدريك السفهاء
[ 64 ] حدثنا الحكم بن موسى حدثنا غسان بن عبيد عن سفيان الثوري قال كانوا يكرهون الشهرتين الثياب الجياد التي يشتهر فيها ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستذل دينه
[ 65 ] حدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد بن زيد عن أبي خشينة صاحب الزيادي قال كنا مع أبي قلابة إذ دخل رجل عليه أكسية فقال إياكم وهذا الحمار النهاق
[ 66 ] حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن رجل عن أبي بكر عن الحسن قال إن أقواما جعلوا الكبر في قلوبهم والتواضع في ثيابهم فصاحب الكساء بكسائه أعجب من صاحب المطرف بمطرفه ما لم تفاقروا
[ 67 ] حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن الحارث حدثنا محمد بن مقاتل حدثنا بن المبارك حدثنا أبو عوانة عن سليمان الشيباني حدثنا رجل قال رأى بن عمر على ابنه ثوبا قبيحا دونا فقال لا تلبس هذا فإن هذا ثوب شهرة .
[ 68 ] حدثني هارون بن عبد الله حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال قال رجل مررت ذات يوم بفضيل بن عياض وهو خلف سارية وحده وكان لي صديقا فجئته فسلمت عليه وجلست إليه فقال يا أخي ما أجلسك إلي فقلت وجدتك وحدك فاغتنمت وحدتك فقال أما إنك لو لم تجلس إلي لكان خيرا لك وخيرا لي فاختر إما أن أقوم عنك فهو والله خير لك وخير لي وإما أن تقوم عني فقلت بل أنا أقوم عنك فأوصني بوصية ينفعني الله عز وجل بها قال يا عبد الله أخف مكانك واحفظ لسانك واستغفر الله عز وجل لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات كما أمرك
[ 69 ] حدثنا الحسن بن عبيد قال قال رجل لبشر بن الحارث أوصني قال أخمل ذكرك وطيب مطعمك
[ 70 ] حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال كان حوشب يبكي ويقول بلغ اسمي مسجد الجامع .
[ 71 ] وبلغني عن عبيد بن جناد عن عطاء بن مسلم أحسبه قال كنت وأبو إسحاق ذات ليلة عند سفيان وهو مضطجع فرفع رأسه إلي أبي إسحاق فقال إياك والشهرة قال وقال أبو مسهر بينك وبين أن تكون من الهالكين إلا أن تكون من المعروفين
[ 72 ] حدثني الحسن بن عبد الرحمن قال قال بشر بن الحارث رحمه الله لا أعلم رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح قال وقال بشر بن الحارث لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس
[ 73 ] حدثني محمد بن الحسين حدثني الصلت بن حكيم حدثني عبد الله بن مرزوق قال استشرت سفيان الثوري فقلت أين تراني أنزل قال بمر الظهران حيث لا يعرفك إنسان
باب التواضع
[ 74 ] حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عز وجل عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع عبد لله عز وجل إلا رفعه الله عز وجل
[ 75 ] حدثنا أبو بكر بن سهل التميمي حدثنا بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب حدثني عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد إلا ومعه ملكان وعليه حكمة يمسكانها فإن هو رفع نفسه جبذاها ثم قالا اللهم ضعه وإن وضع نفسه قالا اللهم ارفعه بها
[ 76 ] حدثنا مهدي بن حفص حدثنا إسماعيل بن عياش عن مطعم بن المقدام الصنعاني عن عنبسة بن سعيد الكلاعي عن نصيح العنسي عن ركب المصري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل من غير مسكنة وأنفق مالا جمعه في غير معصية ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة
[ 77 ] حدثنا الحسن بن منصور بن سليمان القرشي حدثنا يحيى بن ميمون حدثني أبو سلمة المديني عن أبيه عن جده قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا بقباء وكان صائما فأتيناه عند إفطاره بقدح من لبن وجعلنا فيه شيئا من عسل فلما رفعه فذاقه وجد حلاوة العسل قال ما هذا قلنا يا رسول الله جعلنا فيه شيئا من عسل فوضعه فقال أما إني لا أحرمه ومن تواضع رفعه الله ومن تكبر وضعه الله ومن اقتصد أغناه ومن بذر أفقره الله ومن أكثر ذكر الله أحبه الله
[ 78 ] حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير العدوي حدثنا عبد الله بن إدريس حدثني بن عجلان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن معمر بن أبي حبيبة عن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال سمعت عمر بن الخطاب يقول في العبد إذا تواضع لله عز وجل رفع الله حكمته وقال انتعش رفعك الله وإذا تكبر وعدا طوره وهصه الله إلى الأرض وقال اخسأ خسأك الله فهو في نفسه عظيم وفي أعين الناس حقير حتى أنه عندهم من الخنزير أيها الناس لا تبغضوا الله إلى العباد قيل وكيف ذلك قال يقوم أحدكم إماما فيطول عليهم فيبغض إليهم ما هم فيه

من كتاب التواضع والخمول